Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 7-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِيُنفِقْ } ( على المطلقات ) أي اللائي لم يرضعن ، وقوله : ( والمرضعات ) أي المطلقات وهذا التقييد اخذه من السياق ، وإلا فالزوجة كذلك . واعلم أن المطلقة طلاقاً رجعياً ، لها النفقة بإجماع المذاهب ، وأما بائناً فلا نفقة لها عند ملك والشافعي ، وعند أبي حنيفة لها النفقة ، وكل هذا ما لم تكن حاملاً ، وإلا فلها النفقة بإجماع ، وللمرضع اجرة الرضاع بإجماع أيضاً ، كما يقضي بالسكنى للجميع بإجماع . قوله : { مِّن سَعَتِهِ } الكلام على حذف مضاف ، و { مِّن } يمعنى على أي على قدر سعته ، والمعنى : أنه يجب على الأزواج النفقة على المطلقات والمرضعات والأزواج ، بقدر طاقته ، فيلزم الزوج الموسر مدان ، والمتوسط مد ونصف ، والمعسر مد ، هذا مذهب الشافعي ، ومذهب مالك يفرض لها قوت وإدام و كسوة ومسكن ، بقدر وسعه وحالها . قوله : ( على قدره ) أي فلا يكلف فوق طاقته . قوله : { سَيَجْعَلُ ٱللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } في هذا بشارة للفقراء ، أي فلا تقنطوا ، بل عن قريب يحول الله حالكم إلى الغنى ، وفي الحديث : " لن يغلب عسر يسرين " . قوله : ( وقد جعله بالفتوح ) أي فقد صدق الله وعده ، وحيث فتح عليهم جزيرة العرب وفارس والروم ، حتى صاروا اغنى الناس ، ولا خصوصية للصحابة بذلك ، بل العبرة بالعموم . قوله : { وَكَأِيِّن } مبتدأ ، و { مِّن قَرْيَةٍ } تمييز لها ، وقوله : { عَتَتْ } خبر . قوله : ( بمعنى كم ) أي فصار المجموع بمعنى كم . قوله : { عَتَتْ } ضمنه معنى أعرضت أو خرجت فعداه بعن . قوله : ( يعني أهلها ) أي فأطلق لفظ القرية ، وأريد أهلها مجازاً ، من باب تسمية الحال باسم المحل . قوله : ( لتحقيق وقوعها ) جواب عما يقال : إن الحساب وما بعده إنما يحصل في الآخرة ، فما وجه التعبير بالماضي ؟ فأجاب : بأنه عبر بالماضي لتحقق وقوعه . قوله : { حِسَاباً شَدِيداً } أي بالمناقشة والاستقصاء . قوله : ( فظيعاً ) أي شنيعاً قبيحاً . قوله : ( تكرير الوعيد ) أي المذكور في الجمل الأربع وهي قوله : { فَحَاسَبْنَاهَا } و { وَعَذَّبْنَاهَا } { فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا } { وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً } . قوله : ( أو بيان له ) أي عطف بيان . قوله : ( منصوب بفعل مقدر ) هذا أحسن احتمالات تسع ذكرها المفسرون ، وقوله : ( أي محمداً ) هو أحد أقوال ثلاثة في تفسير الرسول وهو أحسنها ، وقيل : هو جبريل ، وقيل : هو القرآن نفسه .