Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 10-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } لما كان لبعض الكفار قرابة بالمسلمين ، فربما توهموا أنها تنفعهم ، وكان لبعض المسلمين قرابة بالكفار ، وربما توهموا أنها تضرهم فضرب الله لكل مثلاً ، وضرب بمعنى جعل ، فمثلاً مفعول ثان مقدم ، وقوله : { ٱمْرَأَتَ نُوحٍ } الخ ، أي حالهما ، مفعول أول أخر عنه ليتصل به ما هو تفسير وشرح لهما ، والمعنى جعل الله حال هاتين المرأتين مشابهاً لحال هؤلاء الكفرة ، فالكفار اتصلوا بالنبي والمؤمنين ، ولم ينفعهم الاتصال بدون الإيمان ، والمرأتان كذلك . قوله : { ٱمْرَأَتَ نُوحٍ } ترسم امرأة في هذه المواضع الثلاثة ، وابنت بالتاء المجرورة ، وفي الوقف عليها خلاف بين القراء ، فبعضهم يقف بالتاء ، وبعضهم بالهاء . قوله : { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ } أظهر في مقام الإضمار لتشريفهما بهذه النسبة والوصف بالصلاح . قوله : { فَخَانَتَاهُمَا } ( في الدين ) أي لا في الزنا ، لما ورد عن ابن عباس : " أنه ما زنت امرأة نبي قط " . قوله : ( إذ كفرتا ) تعليل لقوله فخانتا . قوله : ( واسمها واهلة ) بتقديم الهاء على اللام ، وقيل بالعكس ، وقوله : ( واعلة ) بتقديم العين على اللام ، وقيل بالعكس . قوله : { فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي لم يدفع نوح ولوط ، مع كرامتهما عند الله عن زوجتيهما لما كفرتا من عذاب الله شيئاً ، تنبيهاً بذلك على أن العذاب يدفع بالطاعة والامتثال ، لا بمجرد الصحبة قوله : { شَيْئاً } أي من الإغناء فهو مفعول مطلق أو مفعول به . قوله : { وَقِيلَ } ( لهما ) التعبير بالماضي لتحقق الوقوع والقائل خزنة النار . قوله : { ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ } أي جعل حالها مثلاً بحال المؤمنين ، في أن وصلة الكفرة لا تضر مع الإيمان . قوله : ( آمنت بموسى ) أي لما غلب السحرة ، وتبين لها أنه على الحق ، فأبدلها الله بسبب ذلك الإيمان ، أن جعلها في الآخرة زوجة خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذا زوجه الله في الجنة مريم بنت عمران لما ورد " أنه صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال لها : يا خديجة إذا لقيت ضراتك فأفرئيهن مني السلام ، فقالت : يا رسول الله وهل تزوجت قبلي ؟ قال : لا ، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وكلثوم أخت موسى ، فقالت : يا رسول الله بالفاء والبنين " وفي الحديث : " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بن مزاحم امرأة فرعون " . قوله : ( واسمها آسية ) بالمد وكسر السين ، قيل : إنها عمة موسى فتكون اسرائيلية ، وقيل : ابنة عم فرعون ، فتكون من العمالقة . قوله : ( بأن أوتد يديها ) الخ ، أي دق لها أربع أوتاد في الأرض ، وشبحها فيها كل عضو بحبل . قوله : ( وألقى على صدرها رحى ) الخ ، في القصة أن فرعون أمر بصخرة عظيمة لتلقى عليها ، فلما أتوها بالصخرة قالت { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } فأبصرت البيت من مرمرة بيضاء ، وانتزعت روحها ، فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه ، ولم تجد ألماً . قوله : ( واستقبل بها الشمس ) أي جعلها مواجهة للشمس ، وهو معطوف على قوله : ( أوتد يديها ) وليس متأخراً عن إلقاء الرحى ، لأن إلقاء الرحى كان في آخر الأمر ، لما آيس من رجوعها عن الإيمان ، فالواو لا تقتضي ترتيباً . قوله : { ٱبْنِ لِي عِندَكَ } أي قريباً من رحمتك ، فالعندية عندية مكانة لا مكان . قوله : ( وتعذيبه ) عطف تفسير لعلمه . قوله : ( عطف على امرأة فرعون ) أي فهي من جملة المثل الثاني ، فمثل حال المؤمنين بامرأتين ، كما مثل حال الكفار بامرأتين . قوله : ( حفظته ) أي عن الرجال ، فلم يصل إليها أحد بنكاح ولا بزنا . قوله : ( أي جبريل ) تفسيراً { رُّوحِنَا } . قوله : ( حيث نفخ ) الخ ، بين به أن الإسناد في نفخنا ، من حيث إنه الخالق والموجد ، والإسناد لجبريل من حيث المباشرة . قوله : ( بخلق الله ) بيان لحقيقة الإسناد . قوله : ( فعله ) أي فعل جبريل وهو النفخ ، قوله : ( الواصل إلى فرجها ) أي بواسطة كونه في جيب القميص قوله : ( فحملت بعيسى ) أي عقب النفخ ، فالنفخ والحمل والوضع في ساعة واحدة ، كما تقدم في سورة مريم . قوله : { وَكُتُبِهِ } ( المنزلة ) أي في زمانها ، كالتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم . قوله : { وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ } أي معدودة منهم ، فيه إشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعة الرجال الكاملين . قوله : ( أي من القوم المطيعين ) أي وهم رهطها وعشيرتها ، لأنها من أهل بيت صالحين ، من أعقاب هارون أخي موسى عليهما السلام .