Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 2-2)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ } الخ ، شروع في تفاصيل بعض آثار القدرة ، واعلم أنه اختلف في الموت والحياة ، فحكي عن ابن عباس والكلبي ومقاتل ، أن الموت والحياة جسمان ، فالموت في هيئة كبش أملح لا يمر بشيء ولا يجد ريحه إلا مات ، وخلق الحياة على صورة فارس أنثى بلقاء ، وهي التي كان جبريل صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام يركبونها ، خطوتها مد البصر فوق الحمار ودون البغل ، لا تمر بشيء ولا يجد ريحها إلا حيي ، ولا تطأ على شيء حيي ، وهي التي أخذ السامري من أثرها تراباً فألقاه على العجل فحيي ، على هذا الحياة والموت أمران وجوديان ؛ وتقابلهما من تقابل الضدين ، وقيل الموت عدم الحياة ، فتقابلهما من تقابل العدم والملكة . قوله : ( في الدنيا ) أي وهو القاطع للحياة الدنيوية ، وقوله : { وَٱلْحَيَاةَ } ( في الآخرة ) أي وهي حياة البعث ، ولكن هذا القول لا يناسب ترتبت الابتلاء عليه في قوله : { لِيَبْلُوَكُمْ } لأن الابتلاء إنما يترتب على حياة الدنيا . قوله : ( أو هما في الدنيا ) أي فالمراد بالموت عدم الحياة السابق على الوجود ، والمراد بالحياة الحياة الدنيوية . قوله : ( وهي ما به الإحساس ) تفسير للحياة على كل من القولين ، وقوله : ( ما به الإحساس ) أي فتكون صفة وجودية يلزمها الحس والحركة . قوله : ( أو عدمها ) أي عدم الحياة أعم من أن يكون سابقاً عليها أو متأخراً عنها . قوله : ( قولان ) أي في تعريف الموت . قوله : ( والخلق على الثاني ) أي على القول الثاني في تعريف الموت وهو أنه عدم الحياة . قوله : ( بمعنى التقدير ) أي وهو متعلق بالموجودات والمعدومات ، لأنه تعلق الإرادة والعلم الأزليان . وأما على الأول فيتعلق به الخلق حقيقة ، لأنه أمر وجودي . قوله : { لِيَبْلُوَكُمْ } أي يعاملكم معاملة المبتلي والمختبر ، فاندفع ما قد يتوهم من ظاهر الآية ، أن علمه تعالى يتجدد بتجدد المعلومات . قوله : { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } { أَيُّكُمْ } مبتدأ ، و { أَحْسَنُ } خبره ، و { عَمَلاً } تمييز ، والجملة في محل نصب مفعول ثاني { لِيَبْلُوَكُمْ } وإنما علق يبلو عن المفعول الثاني لما فيه من معنى العلم فأجرى مجراه . قوله : ( أطوع لله ) هذه أحد تفاسير في قوله : { أَحْسَنُ عَمَلاً } وقيل : أحسن عقلاً ، وأروع عن محارم الله ؛ وأسرع في طاعة الله ، وقيل : { أَحْسَنُ عَمَلاً } أخلصه وأصوبه ، فالخالص إذا كان لله ، والصواب إذا كان على السنة ، وقيل غير ذلك .