Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 3-4)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ } أي فالأولى من موج مكفوف ، والثانية من مرمرة بيضاء ، والثالثة من حديد ، والرابعة من نحاس أصفر ، والخامسة من فضة ، والسادسة من ذهب ، والسابعة من ياقوتة حمراء ، وبين السابعة والحجب صحارى من نور ، وهذا على بعض الروايات . قوله : { طِبَاقاً } إما جمع طقبة أو طبق أو مصدر طابق ، فالوصف به على الأول ظاهر ، وعلى الثاني مبالغة . قوله : ( بعضها فوق بعض من غير مماسة ) وكلها علوية لا غير ، وهذا مذهب أهل السنة ، وقال أهل الهيئة : إن الأرض كروية ، والسماء الدنيا محيطة بها إحاطة قشر البيضة من جميع الجونب ، وللثانية محيطة بالجميع ، وهكذا العرش محيط بالكل ، والأرض بالنسبة لسماء الدنيا كحلقة ملقاة في فلاة ، وسماء الدنيا بالنسبة للثانية كحلقة ملقاة في فلاة وهكذا ، واعتقاد ما قاله أهل الهيئة لا يضر ، وليس في الشرع ما يخالفه . قوله : { مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } خطاب للنبي عليه السلام ، او لكل من يصلح للخطاب ، وإضافة خلق للرحمن من إضافة المصدر إلى فاعله ، والمفعول محذوف قدره المفسر بقوله : ( لهن ولا لغيرهن ) . قوله : { مِن تَفَاوُتٍ } بألف بين الفاء والواو ، وبدونها مع تشديد الواو ، قراءتان سبعيتان ، ولغتان بمعنى واحد . قوله : ( وعدم تناسب ) أي اختلاف يخالف ما تعلقت به القدرة والإرادة ، بل خلقه تعالى مستقيم متناسب على حسب تعلق قدرته وإرادته ، بخلاف صنع العبد ، فقد يأتي على خلاف ما يريده . قوله : { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ } أي إن أردت العيان بعد الإخبار { فَٱرْجِعِ } فهو مرتب على قوله : { مَّا تَرَىٰ } . قوله : { هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } بإدغام لام { هَلْ } في التاء واظهارها ، قراءتان سبعيتان ، هنا وفي الحاقة . قوله : ( صدوع وشقوق ) أي فلا يطرأ على السماء ، ما دامت الدنيا صدوع ، ولا شقوق لعدم تعلق ارادته بذلك ، فليست كبنيان الخلائق ، يتصدع ويتشقق بطول الزمان ، مع كون صانعه لا يرد ذلك . قوله : ( كرة بعد كرة ) أشار بذلك : إلى أنه ليس المراد من قوله : { كَرَّتَيْنِ } حقيقة التثنية ، بل التكثير بدليل قوله : { يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ } الخ ، وانقلاب البصر { خَاسِئاً } حسيراً ، لا يتأتى بنظرتين ولا ثلاث ، فهو كقولهم : لبيك وسعديك . قوله : { يَنْقَلِبْ } العامة على جزمه في جواب الأمر ، وقرئ برفعه إما على أنه حال مقدرة أو مستأنف حذفت منه الفاء ، والأصل فينقلب . قوله : ( ذليلاً ) أي خاضعاً صاغراً متباعداً . قوله : ( منقطع ) أي بلغك الغاية في الإعياء والتعب .