Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { نۤ } يقرأ بفك الإدغام من واو القسم وبإدغامه ، وهما قراءتان سبعيتان ، وهو بسكون النون عند السبعة ، وقرئ شذوذاً بالفتح والكسر والضم . قوله : ( أحد حروف الهجاء ) غرضه بهذه العبارة الرد على المخالف ، لأن منهم من قال : إنه اسم مقتطع من اسمه الرحمن أو النصير أو الناصر أو النور ، فهو كسائر حروف الهجاء التي افتتح بها كثير من السور فهو من المتشابه ، وقل : إنه الحوت الذي على ظهره الأرض ، وعليه فحرف القسم مقدر تقديره ونون والقلم ، قال أصحاب السير والأخبار : لما خلق الله الأرض وفتقها سبع أرضين ، بعث من تحت العرش ملكاً ، فهبط إلى الأرض حتى دخل الأرضين السبع حتى ضبطها ، فلم يكن لقديمه موضع قرار ، فأهبط الله تعالى من الفردوس ثوراً له أربعون ألف قرن ، وأربعون ألف قائمة ، وجعل قرار قدم الملك على سنامه ، فلم تستقر قدمه ، فأخذ الله ياقوتة خضراء من أعلى درجة الفردوس ، غلظها مسيرة خمسمائة سنة ، فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه ، فاستقر عليها قدما الملك ، وقرون ذلك خارجة من اقطار الأرض ، ومنخاراه في البحر ، فهو يتنفس كل يوم نفساً فإذا تنفس مد البحر ، وإذا رد نفسه جزر البحر ، فلم يكن لقوئم الثور قرار ، فخلق الله صخرة كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين ، فاستقرت قوئم الثور عليها ، وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه : فتكون في صخرة ، فلم يكن للصخرة مستقر ، فخلق الله تعالى نوناً وهو الحوت العظيم ، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال ، والحزوت على البحر ، والبحر على متن الريح ، والريح على القدرة ، فقيل : كل الدنيا بما عليها حرفان ، قال لها الجبار سبحانه وتعالى وتنزه وتقدس : كوني فكانت . قوله : ( الذي كتب به الكائنات ) الخ ، هذا أحد قولين ، والآخر أن المراد به الجنس ، وهو واقع على كل قلم يكتب به في السماء والأرض ، قال تعالى : { وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ * ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } [ العلق : 3 - 4 ] لأن القلم نعمة كاللسان عن ابن عباس : أول ما خلق القلم ثم قال له : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، من عمل أو أجل أو رزق أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة . قال : ثم ختم فم القلم ، فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ، وهو من نور طوله كما بين السماء والأرض . قوله : ( أي الملائكة ) يصح أن يراد بهم الملائكة الذين ينسخون المقادير من اللوح المحفوظ ، وأن يراد بهم الحفظة الذين يكتبون عمل الإنسان ، فأقسم أولاً بالقلم ، ثم بسطر الملائكة على ثلاثة أشياء : نفى الجنون عنه ، وثبوت الأجر له ، وكونه على خلق عظيم ، فالمقسم به شيئان أو ثلاثة : بزيادة نون ، على أن المراد به الحوت .