Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 2-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } الخ ، جواب القسم ، والباء في { بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } سببية وفي { بِمَجْنُونٍ } زائدة ، ومجنون خبر { مَآ } . قوله : ( وهذا رد لقولهم ) أي كما حكاه الله عنهم في قوله : ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) . قوله : { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي بل هو دائم جار مستمر لا ينقطع ، فهو صلى الله عليه وسلم دائماً يترقى في الكمالات ، فمقامه بعد وفاته أعظم منه في حال حياته ، ومقامه في الآخرة أعلى من مقامه في الدنيا . قوله : { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال ابن عباس : معناه على دين عظيم ، لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه ، وهو دين الإسلام ، وقال الحسن : هو آداب القرآن ، بدليل أن عائشة لما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن ، ولذا قال قتادة : هو ما كان يأتمر به من أوامر الله ، وينتهي عنه من نهي الله تعالى ، والمعنى : إنك على الخلق الذي أمرك الله به في القرآن ، وهذا أعظم مدح له صلى الله عليه وسلم ، ولذا قال العارف البوصيري رضي الله عنه : @ فهو الذي تم معناه وصوته ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم @@ قوله : { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } أي فستعلم ويعلمون في الدنيا ، بظهور عاقبة أمرك ، واستيلائك عليهم بالقتل والنهب ، ويوم القيامة حين يتميز الحق من الباطل . قوله : { بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } { بِأَييِّكُمُ } خبر مقدم ، و { ٱلْمَفْتُونُ } مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب تنازعها كل من تبصر ويبصرون ، أعمل الثاني وأضمر في الأول وحذف لأنه فضلة ، وليس قوله : { بِأَييِّكُمُ } متعلقاً بيبصرون ، لأنه معلق بالاستفهام عن العمل . قوله : ( مصدر كالمعقول ) أي جاء على صيغة مفعول ، كالمعقول والميسور قوله : { إِنَّ رَبَّكَ } الخ ، تعليل لما قبله ، وتأكيد الوعد والوعيد . قوله : ( له ) أي للسبيل . قوله : ( وأعلم بمعنى عالم ) أشار بذلك إلى أن اسم التفضيل ليس على بابه ، وإلا لاقتضى مشاركة الحادث للقديم وهو باطل .