Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 43-47)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَبْصَٰرُهُمْ } فاعل بـ { خَٰشِعَةً } ، ونسب الخشوع والذل إليها ، لأن ما في القلب يعرف في العين ، وفي ذلك المقام يسجد المؤمنون شكراً لله تعالى على ما أعطوه من النعيم ، فيرفعون رؤوسهم من السجود ، ووجوههم أضوأ من الشمس ، ووجوه الكفارين والمنافقين سوداء مظلمة له . قوله : { تَرْهَقُهُمْ } حال أخرى . قوله : { وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ } أي دعوى تكليف والجملة حالية ، وكذا قوله : { وَهُمْ سَٰلِمُونَ } . قوله : ( بأن لا يصلوا ) أشار بذلك إلى أن المراد بالسجود الثاني هو الصلاة ، واتفق المفسرون على أن المراد بالسجود الأول حقيقته . قوله : { فَذَرْنِي } تسلية له صلى الله عليه وسلم وتخويف للكافرين ، والمعنى : أترك أمر المكذبين إلى أكفك ذلك . قوله : { وَمَن يُكَذِّبُ } في محل نصب إما معطوف على الياء في ذرني ، أو مفعول معه ، والأول أرجح ، قال ابن مالك : @ والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق والنصب مختار لدى عطف النسق @@ قوله : { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ } استئناف مسوق لبيان كيفية التعذيب المستفاد إجمالاً من قوله ذرني الخ ، قوله : ( نأخذهم قليلاً قليلاً ) أي فالاستدراج : الأخذ بالتدريج شيئاً فشيئاً ، والمعنى : لما أنعمنا عليهم ، اعتقدوا أن ذلك الإنعام تفضيل لهم على المؤمنين ، وهو في الحقيقة سبب لهلاكهم . قوله : { وَأُمْلِي لَهُمْ } عطف على { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ } عطف تفسير . قوله : { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } الكيد في الأصل الاحتيال ، وهو أن تفعل ما فيه نفع ظاهر ، أو تريد به الضر ، وإنما سمى إنعامه عليهم استدراجاً بالكيد لأنه في صورته ، فما وقع لهم من سعة الأرزاق وطول الأعمار وعافية الأبدان بإحسان ونفع ظاهري فقط ، والمقصود به معاقبتهم وتعذيبهم على ذلك ، ووصف الكيد بالمتانة ، إشارة إلى أنه لا يتأتى إفلات المستدرجين مما أراده بهم ، بخلاف كيد المخلوق ، فتارة يقع وتارة لا يتمكن منه . قوله : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً } هو في المعنى مرتبط بقوله سابقاً { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } [ القلم : 41 ] الخ ، والمعنى : أم تلتمس منهم ثواباً على ما تدعوهم إليه من الإيمان بالله تعالى . قوله : { مُّثْقَلُونَ } أي مكلفون حملاً ثقيلاً . قوله : ( فلا يؤمنون لذلك ) أي لسؤال الأجر المرتب عليه الغرم ، وهو ثقيل على النفس ، لأن شأن النفس أن تستثقل ما يطلب منها . قوله : ( أي اللوح ) الخ ، هذا قول ابن عباس ، وقيل : { ٱلْغَيْبُ } هو علم ما غاب عنهم . قوله : ( ما يقولون ) أي ما يحكمون به ويستغنون به عن اعلمك .