Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-4)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( الحاقة ) صفة لموصوف محذوف قدره المفسر بقوله : ( القيامة ) قوله : ( التي يحق ) من باب ضرب ، ورد أي يثبت ويتحقق ، فإسناد التحقيق للزمان مجاز عقلي على حد ليل قائم ، فالمراد بها الزمان الذي يتحقق فيه ما أنكر في الدنيا من البعث وغيره ، فيصير محسوساً معايناً . قوله : ( أو المظهرة لذلك ) أي لما أنكر في الدنيا ، وأشار بهذا المعنى إلى أن { ٱلْحَاقَّةُ } اسم فاعل ، أي المحققة والمظهرة ، وهو اسناد مجازي أيضاً ، وهذان معنيان للحاقة من جملة معان كثيرة كلها ملازمة . قوله : ( تعظيم لشأنها ) أي فالمقصود من الاستفهام تفخيم شأها وتعظيم قدرها كأنه قال : أي شيء هو لا تحيط به العبارة ولا تحصره اشارة . فالمقام للإضمار ، ووضع الظاهر موضعه لتأكيد هولها وتفظيعه كقوله : { فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } [ طه : 78 ] . قوله : ( وهما مبتدأ وخبر ) الخ ، أن { ٱلْحَآقَّةُ } مبتدأ أول ، و { مَا } مبتدأ ثان ، { ٱلْحَاقَّةُ } الثاني ، وهو وخبره خبر الأول ، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه . قوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ } الخ { مَا } استفهامية وهو للإنكار ، أي إنك لا علم لك بكهنها وشدة عظمها . قوله : ( زيادة تعظيم ) أي أن حكمة تكرار الاستفهام ، زيادة تعظيم لها وتهويل لشأنها . قوله : ( وما بعدها ) أي وهو جملة إدراك . قوله : ( في محل المفعول الثاني ) المناسب أن يقول : والثالث ، لأن أدري بالهمزة يتعدى لثلاثة ، لأنه بمعنى أعلم . قوله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } استئناف مسوق لبيان بعض أحوال الحاقة وثمود وقوم صالح ، وكانت منازلهم بالحجر بين الشام والحجاز . قوله : { وَعَادٌ } هم قوم هود ، وكانت منازلهم بالأحقاف ، وهو رمل بين عمان وحضرموت باليمن . قوله : ( لأنها تقرع القلوب ) أي تؤثر فيها خوفاً وفزعاً .