Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 5-8)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَمَّا ثَمُودُ } تفصيل لما حصل لهم في الدنيا من العذاب ، بسبب تكذيبهم بالقيامة . قوله : ( بالصحية ) أي بصيحة جبريل ، واعلم ما نزل بثمود ، يسمى في القرآن بأربعة أسماء : في الأعراف بالرجفة ، وفي هود بالصيحة ، وفي حم السجدة بالصاعقة ، وفي هذه السورة بالطاغية ، فالمراد بالرجفة الزلزلة ، لتزلزل الأرض بهم عند صيحة جبريل عليهم ، والصاعقة لصعقهم أي موتهم بها ، والطاغية لخروجها عن الحد ، وما ذكره المفسر أحد تفاسير للطاغية ، وعليه فالباء للآلة ، وقيل الطاغية مصدر كالكاذبة والعافية ، والمعنى أهلكوا بطغيانهم وكفرهم ، وعليه فالباء سببية ، وقيل : الطاغية عاقر ناقة صالح ، والمعنى أهلكوا بسبب ما فعله طاغيتهم من عقر الناقة ، وإنما أهلكوا جميعاً ، وإن كان الفاعل واحداً لأنهم علموا بفعله ورضوا به . قوله : ( المجاوزة للحد ) أي لحد الصيحات من الهول والشدة . قوله : ( قوي شديدة على عاد ) الخ ، هذا أحد قولين في تفسير { عَاتِيَةٍ } والآخر أن المراد عتت على خزانها ، فخرجت بلا كيل ولا وزن ، لما في الحديث : " ما أرسل الله سفة من ريح إلا بمكيال ، ولا قطرة من ماء إلا بمكيال ، إلا يوم عاد ويوم نوح ، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان ، فلم يمكن لهم عليه سبيل ، وإن الريح يوم عاد عتت على الخزان ، فلم يكن لهم عليها سبيل " . قوله : ( أرسلها ) أي سلطها . قوله : ( أولها من صبح يوم الأربعاء ) أي فآخرها غروب الشمس يوم الأربعاء التالي للأربعاء الأول ، وكان الشهر كاملاً ، فكان آخرها هو اليوم الأخير منه . قوله : { حُسُوماً } نعت لسبع ليل وثمانية أيام ، أو حال من مفعول سخرها ، أي ذات حسوم ، والحسم في الأصل تتابع الكي على الداء حتى تنقطع مادته ، أطلق عن قيده وأريد منه مطلق تتابع عذاب ، فقول المفسر ( متتابعات ) فيه إشارة إلى أنه مجاز مرسل ، علاقته التقييد ثم الإطلاق . قوله : { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ } أي على فرض حضورك واقعتهم . قوله : { صَرْعَىٰ } حال جمع صريع كقتلى وقتيل ، والضمير فيها عائد على الأيام والليالي ، أو البيوت أو الريح . قوله : ( أصول ) { نَخْلٍ } أي بلا رؤوس ، فكانت الريح تقطع رؤوسهم كما تقطع رؤوس النخل . قوله : ( فارغة ) أي من الحشو ، لما روي من أن الريح كانت تدخل من أفواههم ، فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم . قوله : { مِّن بَاقِيَةٍ } { مِّن } زائدة في المفعول . قوله : ( لا ) أشار به إلى أن الاستفهام إنكاري ، قال ابن جرير : مثكوا سبع ليال وثمانية أيام في العذاب بالريح ، فلما أمسوا في اليوم الثامن ماتوا ، فاحتملهم الريح فألقتهم في البحر . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً .