Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 163-164)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَسْئَلْهُمْ } أي اليهود الذين في المدينة ، وسبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوبخ اليهود على كفرهم ، ويقول لهم أنتم قد تبعتم أصولكم في الكفر بأنبيائهم ، فكانوا يقولون إن أصولنا لم تقع منهم مخالفة لربهم ، ولا كفر بأنبيائهم ، وكانوا يعرفون ما وقع لهذه القرية ويخفونه ، ويعتقدون أنه لا علم لأحد غيرهم به ، فنزلت الآية ، فقصها رسول الله عليهم فبهتوا . إن قلت : إن السورة مكية ، وهذا خطاب لأهل المدينة ، فالجواب أنها مكية ما عدا تلك الآيات الثمانية التي أولها : { وَسْئَلْهُمْ } الخ فإنها مدنية كما تقدم . قوله : ( توبيخاً ) أي تقريعاً وتبكيتاً . قوله : { عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } أي أهلها . وقوله : ( مجاورة لبحر القلزم ) أي عند العقبة بجانب القلعة . قوله : { إِذْ يَعْدُونَ } أي يتعدون الحدود ، وكانوا في زمن داود عليه السلام ، وسبب نهيهم عن الصوم يوم السبت ، أن الله أمرهم على لسان داود ، أن يتخذوا يوم الجمعة عيداً ينقطعون فيه لعبادة الله ، فكرهوا ذلك واختاروا السبت ، ومعناه في اللغة القطع ، فهو إشارة إلى أنهم منقطعون عن كل خير ، فلما شددوا امتحنهم الله بأن حرم عليهم صيد السمك يوم السبت ، وأحله لهم باقي الأسبوع ، فكانوا يوم السبت يجدون السمك متراكماً ، وباقي الجمعة لم يجدوا منه شيئاً ، ثم إن إبليس علمهم أن يصنعوا جداول البحر يوم السبت ، فإذا جاء العصر وملئت الجداول بالسمك سدوا عليه وأخذوه يوم الأحد فافترقت القرية ثلاث فرق ، وكانوا سبعين ألفاً ، ففرقة اصطادوا ، وفرقة نهتهم وضربوا بينهم وبينهم سوراً ، وفرقة لم تصد ولم تنه ، فبعد أيام قلائل ، مسخ من اصطاد قردة وخنازير ، مكثوا ثلاثة أيام وماتوا ، وأنجى الله الفرقة الناهية ، والفرقة الثالثة وقع فيها خلاف بالإنجاء والإهلاك ؛ والصحيح نجاتهم . قوله : { حِيتَانُهُمْ } جمع حوت ، وأصل حيتان حوتان ، وقعة الواو ساكنة بعد كسرة قلبت ياء . قوله : { شُرَّعاً } حال من فاعل { تَأْتِيهِمْ } ، أي قريبة من الساحل . قوله : { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ } أي لا يكون يوم سبت ، والمعنى تأتيهم حيتانهم يوم السبت ظاهرة وغير يوم السبت لا تأتيهم ، ولما كانت العبارة موهمة ، قال المفسر أي سائر الأيام ، أي باقيها . قوله : ( ابتلاء من الله ) علة لقوله : { تَأْتِيهِمْ } وقوله : { لاَ تَأْتِيهِمْ } . قوله : { كَذَلِكَ } أي الابتلاء المتقدم . قوله : { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } أي يتجاوزون الحد . قوله : ( ثلث صادوا معهم ) المناسب حذف قوله معهم . قوله : ( عطف على إذ قبله ) أي وهو : { إِذْ يَعْدُونَ } . قوله : { لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً } إنما قصدوا بذلك اللوم على الناهين ، حيث وعظوهم فلم يقبلوا منهم . قوله : { أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } أو مانعة خلو تجوز الجمع ، والمعنى مهلكهم في الدنيا ، ومعذبهم في الآخرة . قوله : { قَالُواْ مَعْذِرَةً } قدر المفسر موعظتنا ، إشارة إلى أن { مَعْذِرَةً } خبر لمحذوف ، وفي قراءة النصب على المفعول من أجله ، أي وعظناهم لأجل المعذرة . قوله : ( لئلا ننسب إلى تقصير ) أشار بذلك إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عليهم ، ولذا ورد أنه مجمع عليه في جميع الشرائع . قوله : { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } إشارة إلى أنهم ظانون إفادة الموعظة ، وهو عطف على المعنى ، إذ التقدير موعظتنا للاعتذار : { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } .