Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 188-189)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِنَفْسِي } معمول لا أملك . قوله : { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } أي تمليكه لي فأنا أملكه . قوله : { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } الخ إن قلت : إن هذا يشكل مع ما تقدم لنا ، أنه اطلع على جميع مغيبات الدنيا والآخرة ، والجواب : أنه قال تعالى تواضعاً أو أن علمه بالمغيب كلاً ، علم من حيث إنه لا قدرة له على تغيير ما قدر الله وقوعه ، فيكون المعنى حينئذ ، لو كان لي علم حقيقي بأن أقدر على ما أريد وقوعه لاستكثرت الخ ، إن قلت : إن دعاءه مستجاب لا يرد . أجيب : بأنه لا يشاء إلا ما يشاؤه الله ، فلو اطلع على أن هذا الشيء مثلاً لا يكون كذا لا يوفق للدعاء له ، إذ لا يشفع ولا يدعو إلا بما فيه إذن من الله ، واطلاع منه على أنه يحصل ما دعا به ، وهو سر قوله تعالى : { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [ البقرة : 255 ] ، وفي ذلك المعنى قال العارف : @ وخصك بالهدى في كل أمر فلست تشاء إلا ما يشاء @@ وللخواص من أمته حظ من هذا المقام ، ولذا قال العارف أبو الحسن الشاذلي : إذا أراد الله أمراً ، أمسك ألسنة أوليائه عن الدعاء ستراً عليهم ، لئلا يدعوا فلا يستجاب لهم فيفتضحوا . قوله : ( للكافرين ) أشار بذلك إلى أن في الآية اكتفاء . قوله : { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } خصوا بذلك لأنهم المنتفعون بذلك . قوله : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } الخطاب لأهل مكة المعارضين المعاندين . قوله : { مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } أي لأنه المالك المتصرف ، وهذا أعظم دليل على انفراده بالوحدانية . قوله : ( أي آدم ) أي وهو مخلوق من الماء والطين ، والماء والطين موجودان من عدم ، فآل الأمر إلى أن آدم وأولاده موجودان من عدم . قوله : { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي من الضلع الأيسر ، فنبتت منه كما تنبت النخلة من النواة . قوله : ( حواء ) تقدم أنها سميت حواء لأنها خلقت من حي وهي آدم . قوله : { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } هذا هو حكمه كون حواء من آدم ، فالحكمة في كونها منه ، كونه يسكن إليها ويألفها لأنها جزء منه . قوله : ( ويألفها ) عطف تفسير . قوله : { فَلَماَّ تَغَشَّاهَا } التغشي كناية عن الجماع ، وعبر به تعليماً لعباده الأدب . قوله : ( هو النطفة ) إن قلت : إن الجنة لا حمل فيها ولا ولادة . أجيب : بأن ذلك بعد هبوطهما إلى الأرض ، وأما جماعه لها في الجنة فبغير نظفة ولا حمل منها ولا ولادة . قوله : { فَمَرَّتْ بِهِ } أي ترددت بذلك الحمل لعدم المشقة الحاصلة منه . قوله : { فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ } أي صارت ذات ثقل أو دخلت في الثقل ، كأصبح إذ دخل في الصباح . قوله : ( وأشفقا ) أي خافا ، ورد أنه لما جاءها إبليس وقال لها : ما هذا الذي في بطنك ؟ فقالت : لا أدري ، فقال لها : يحتمل أن يكون كلباً أو حماراً أو غير ذلك ، ويحتمل أن يخرج من عينك أو فمك أو تشق بطنك لإخراجه فخوفها بهذا كله ، فعرضت الأمر على آدم ، فدعوا ربهما إلى آخر الدعاء المذكور . قوله : { لَئِنْ } اللام موطئة لقسم محذوف تقديره والله . قوله : ( ولذا قدره ) إشارة إلى أن صالحاً صفة لموصوف محذوف مفعول ثان : لآتينا ، لأنه بمعنى أعطيتنا . قوله : { لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } أي نزيد في الشكر لأن الشكر يزيد ويعظم بزيادة النعم .