Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 190-194)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { شُرَكَآءَ } جمع شريك ، والمراد بالجمع المفرد ، بدليل القراءة الثانية . قوله : ( أي شريكاً ) تفسير لكل من القراءتين . قوله : ( بتسميته عبد الحرث ) أي والحرث كان اسماً لإبليس ، فقصد اللعين بذلك انتسابه له وأنه عبده . قوله : ( وليس بإشراك في العبودية ) المناسب أو يقول في العبادة أو في المعبودية ، وإنما هو إشراك في التسمية ، وهو ليس بكفر بل تعمده حرام ، لعدم تعظيمه شرعاً ، وأما النسبة للمعظم شرعاً ، كعبد النبي ، وعبد الرسول ، فقيل بالكراهة . والحاصل أن النسبة للمعظم شرعاً لا حرمة فيها ، ولغيره حرام إن لم يعتقد المعبودية ، وإلا كان كفراً في الجميع قوله : ( وروى سمرة ) الحكمة في ذكر هذه الرواية ، أن هذا المقام زلت فيه أقدام العلماء ، فمنهم من أصاب ، ومنهم من أخطأ ، فذكر هذه الرواية ليتضح المقام ويظهر الغث من السمين . قوله : ( كان لا يعيش لها ولد ) وذلك أنها ولدت قبل ذلك ، عبد الله وعبيد الله وعبيد الرحمن فأصابهم الموت ، وكان يلح عليها كل مرة ، فألح عليها في الأخير ، فسمته عبد الحرث كما أفادته رواية المفسر . قوله : ( والجملة ) أي قوله : { فَتَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . قوله : ( مسببة ) عطف على قوله : ( خلقكم ) أي وليس لها تعلق بقصة آدم وحواء أصلاً ، ويؤيد ذلك الجمع بعد التثنية ، ولو كان راجعاً لها لثنى الضمير وقال يشركان . وفي قوله : { يُشْرِكُونَ } التفات من الخطاب إلى الغيبة . قوله : { أَيُشْرِكُونَ } شروع في توبيخ أهل مكة على الاشراك . قوله : { وَإِن تَدْعُوهُمْ } هذا بيان لعجز الأصنام عما هو أدنى من النصر المنفي عنها ، والخطاب للمشركين بطريق الالتفات اعتناء بمزيد التوبيخ ، وقوله : { إِلَى ٱلْهُدَىٰ } أي لكم ، أي إن تدعوهم إلى أن يهدوكم لا يتبعوكم إلى مرادكم ، ولا يجيبوكم ، كما يجيبكم الله . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ } استئناف مقرر لمضمون ما قبله ، أي سواء علكيم في عدم الإفادة دعاؤكم لهم وسكوتكم عنه ، فإنه لا يتغير حالكم في الحالين ، كما لا يتغير حالهم عن حكم الجمادية . قوله : ( مملوكة ) دفع بذلك ما يقال إن الأصنام جمادات لا تعقل ، فكيف توصف بأنها مثلكم ؟ وأجيب : بأن المراد بكونهم أمثالكم ، أنهم مملوكون مقهورون ، لا يملكون ضراً ولا نفعاً ، فالتشبيه من هذه الحقيقة لا بد من كل وجه . قوله : ( وفضل عابديهم ) إما بالتشديد الضاد عطف على ( بين ) وبسكون الضاد عطف على ( غاية ) ومعنى فضلهم زيادتهم عليهم بهذه المنافع المذكورة .