Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 22-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَدَلاَّهُمَا } التدلي النزول من أعلى لأسفل . قوله : ( حطهما عن منزلتهما ) أي الحسنة ، لأن غروره تسبب عنه نزولهما من الجنة إلى الأرض لا المعنوية ، بل رتبتهما عند الله لم تنقص بل ازدادت . قوله : { بِغُرُورٍ } الباء سببية ، والغرور تصوير الباطل بصورة الحق . قوله : { فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ } من الذواق وهو تناول الشيء ليعرف طعمه ، وفيه إشارة إلى أنهما لم يتناولا منها كثيراً ، لأن شأن من ذاق الشيء أن يقتصر على ما قل منه . قوله : { بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } أي سقط عنهما لباسهما فبدت الخ . قوله : ( ودبره ) أي الآخر ، وأما دبر نفسه فلا يظهر له ، إلا إن التفت له وتعاناه . قوله : ( يسوء صاحبه ) أي يوقعه في السوء . قوله : { وَطَفِقَا } من باب طرب ، أي شرعا وأخذا . قوله : { يَخْصِفَانِ } من خصف النعل خرزه والمراد يلزقان بعضه على بعض لأجل الستر . قوله : { عَلَيْهِمَا } أي القبل والدبر . قوله : { مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قيل ورق التين وقيل ورق الموز . قوله : { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ } يحتمل على لسان ملك أو مباشرة . قوله : { أَلَمْ أَنْهَكُمَا } إما تفسير للنداء فلا محل له من الاعراب ، أو مقول لقول محذوف ، والتقدير قائلاً : { أَلَمْ أَنْهَكُمَا } الخ ، قوله : { وَأَقُل لَّكُمَآ } أي كما في آية طه : { فَقُلْنَا يآءَادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } [ طه : 117 ] الآية . قوله : ( بين العداوة ) لكما حيث امتنع من السجود له ، ورضي بالطرد والبعد . قوله : ( استفهام للتقرير ) أي وهو حمل المخاطب على الإقرار ، والمعنى أقر بذلك على حد : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [ الشرح : 1 ] . قوله : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا } هذا إخبار من الله عن آدم وحواء باعترافهما وندمهما على ما وقع منهما ، وإنما عاتبهما الله على ذلك ، وإن كان ليس بمعصية حقيقة ، لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين ، وليس ذلك بقادح في عصمة آدم ، لأن المستحيل على الأنبياء تعمد المخالفة ، وأما الخطأ في الاجتهاد والنسيان الرحماني فهو جائز عليهم ، ونظير ذلك ما وقع في قصة ذي اليدين ، " حيث سلم رسول الله من ركعتين ، فقال له ذي اليدين : أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال : كل ذلك لم يكن ، فقال : بل بعض ذلك قد كان الحديث ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم أنس ولمن أنسي لأسن " وحكمة الأكل من الشجرة ما ترتب على ذلك من وجود الخلق وعمارة الدنيا ، فأنساه الله لأجل حصول تلك الحكمة البالغة ، فمن نسب التعمد والتجرؤ لآدم فقد كفر ، كما أن من نفى عنه اسم العصيان فقد كفر لمصادمة آية : { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } [ طه : 121 ] فالمخلص من ذلك أن يقال إن معصيته ليست كالمعاصي ، وتقدم تحقيق هذا المقام في سورة البقرة فانظره . قوله : { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا } شرط حذف جوابه اكتفاء بجواب القسم . قوله : ( بما اشتملتما عليه من ذريتكما ) أي فهذا هو وجه الجمع في الآية ، وقيل إن الجمع باعتبار آدم وحواء والحية وإبليس . ويكون قوله : { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [ الأعراف : 24 ] باق على ظاهره لأن إبليس والحية عدو لآدم وحواء . قوله : ( مكان استقرار ) أي وهو المكان الذي يعيش فيه الإنسان ، والمكان الذي يدفن فيه .