Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 32-34)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } أي التي خلقها لهم من النبات ، كالقطن والكتان . ومن الحيوان كالحرير والصوف . ومن المعادن ، كالدروع ، وكلها جائزة للرجال والنساء ، ما عدا الحرير الخالص للرجال فإنه يحرم عليهم إجماعاً ، وأما ما اختلط بالحرير وغيره ففي الخلاف بين العلماء بالكراهة والحرمة والجواز ، والمعتمد عدم الحرمة . قوله : { قُلْ هِي } أي الزينة من الثياب والطيبات من الرزق . قوله : ( بالاستحقاق ) أي الأصلي ، وأما مشاركة غيرهم لهم فهو بطريق التبع ، وهذا جواب عما يقال : إن المشاهد أن الكافر يستمتع بالزينة والمستلذات أكثر من المسلم ، فكيف يقال إنها : { لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } فأجاب بما ذكر ، ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً } [ البقرة : 126 ] الآية ، ولذا لا يعاقبون عليها ، لأن الله خلقها لهم بطريق الأصالة ليستعينوا بها على طاعته ، ولذا إذا عدمت المؤمنون في آخر الزمان تقوم القيامة ، إذ لم يبق مستحق للنعم . قوله : ( خاصة بهم ) أي لا يشاركهم فيها غيرهم . قوله : ( بالرفع ) أي خبر ثان . قوله : ( والنصب حال ) أي من الضمير في الخبر في المحذوف ، والتقدير هي كائنة : { لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } حال كونها خالصة لهم يوم القيامة ، وإنما كانت خالصة للمؤمنين يوم القيامة ، لأن رحمة الله تنفرد بالمؤمنين ، وغضبه ينفرد بالكافرين ، قال تعالى : { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } [ يس : 59 ] . قوله : { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } أي نبينها ويوضحها في غير هذا الموضع ، مثل ذلك التفضيل والتوضيح في هذا الموضع . قوله : { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي إنه مستحق للعبادة . قوله : ( فإنهم المنتفعون بها ) أي وغيرهم لا يعبأ به ولا يخاطب . قوله : ( كالزنا ) أي والقتل وسلب الأموال وسائر أنواع الفسق بالجارحة . قوله : ( أي جهرها وسرها ) المراد بالجهر المعاصي الظاهرية ، كالقتل وشرب الخمر ، وسر المعاصي الباطنية القلبية ، كالعجب والكبر والرياء . قوله : { وَٱلإِثْمَ } عطف عام على خاص ، وما بعده عطف خاص على عام لمزيد الاعتناء بشأنه . قوله : ( هو الظلم ) أي للناس ، إما بالقتل ، أو سلب الأموال ، أو التكلم في إعراضهم أو غير ذلك ، وقوله : { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } إيضاح لمعنى : { ٱلْبَغْيَ } فهو صفة كاشفة . قوله : { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } ما نكرة بمعنى شيء ، أي شيئاً سواه تعالى . قوله : ( حجة ) أي دليلاً ، لأن دليل الوحدانية لله أبطل الشرك لغيره . قوله : ( وغيره ) أي كتحليل الحرام ، ويدخل في ذلك المفتي بالكذب . قوله : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } أي لكل فرد من أفراد الأمة . قوله : ( مدة ) أي وقت معين . قوله : { سَاعَةً } أي شيئاً قليلاً من الزمن ، فالمراد بالساعة الساعة الزمانية ، وقوله : { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ } جواب إذا ، وقوله : { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } مستأنف أو معطوف على الجملة الشرطية ، ولا يصح عطفه على قوله : { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ } لأن المعطوف على الجواب جواب ، وجواب إذا يشترط أن يكون مستقبلاً ، والاستقدام بالنسبة لمجيء الأجل ماض ، فلا يصح ترتبه على الشرط .