Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 35-37)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَابَنِيۤ ءَادَمَ } هذا خطاب عام لكل من لآدم عليه ولادة من أول الزمان لآخره ، ولكن المقصود من كان في زمنه صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه الآية دليل على عموم رسالته ، لأن الله خاطب من أجله عموم بني آدم . قوله : ( في ما المزيدة ) أي للتأكيد . قوله : { يَأْتِيَنَّكُمْ } فعل الشرط مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم ، وجملة : { فَمَنِ ٱتَّقَىٰ } إلى { خَٰلِدُونَ } جواب الشرط ، والرابط محذوف تقديره فمن اتقى منكم ، ومن يحتمل أن تكون شرطية ، واتقى فعل الشرط ، وجملة : { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } جوابه ، ويحتمل أنها موصولة ، واتقى صلتها ، وجملة : { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } خبرها ، وقرن بالفاء لما في المبتدأ من معنى العموم . قوله : { مِّنكُمْ } أي من جنسكم يا بني آدم ، وإنما كان من جنسهم ، لأنه أقطع لعذرهم وحجتهم . قوله : { يَقُصُّونَ } أي يقرؤون ويتلون . قوله : { آيَاتِي } أي القرآنية وغيرها . قوله : { فَمَنِ ٱتَّقَىٰ } ( الشرك ) أشار بذلك إلى أن المراد بالتقوى هنا التقوى العامة ، وهي اتقاء الشرك بالإيمان لقرينة . قوله : { وَأَصْلَحَ } وأعلى منها تقوى الخواص ، وهي ترك المعاصي ، وأعلى منها ترك الأغيار ، وهي كل مشغل عن الله ، ولهذه المرتبة أشار العارف بقوله : @ ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري يوماً حكمت بردتي @@ قوله : { وَأَصْلَحَ } ( عمله ) أي بأن ترك المعاصي أو كل مشغل عن الله فهو صادق بتقوى الخواص وخواص الخواص . قوله : ( في الآخرة ) أي وأما في الدنيا فلا يفارقهم الخوف ولا الحزن ، لتذكرهم الموت وأحوال الأخرة ، ولو جاءتهم البشرة من الله ، فالحزن دأب الصالحين في الدنيا لزيادة درجاتهم . قوله : ( فلم يؤمنوا بها ) أشار لذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، ( أي تكبروا ) عن الإيمان بها . قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( بنسبة الشريك ) الباء سببية ، والمعنى لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً ، وبسبب نسبة الشريك لله ، ككفار مكة حيث أشركوا مع الله الأصنام ، والنصارى واليهود حيث نسبوا له الولد . قوله : { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } وإن لم ينسب الشريك له ، لأنه لا يلزم من التكذيب بالآيات نسبة الشريك له ، وأما نسبة الشريك فيلزم معها التكذيب بالآيات . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم } أي في الدنيا . قوله : { مِّنَ ٱلْكِتَابِ } من إبتدائية متعلقة بمحذوف حال من نصيبهم ، وقوله : ( مما كتب لهم ) بيان للنصيب . قوله : ( من الرزق ) أي على حسبه من سعة وضيق ، وكونه من حلال أو حرام ، وقوله : ( والأجل ) أي من قصر أو من طول ، وقوله : ( وغير ذلك ) أي كالعمل ، وكما أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ ، مكتوب في صحف الملائكة وهو في بطن أمه ، فتحصل أن ما قسم له في الحياة الدنيا لا يغيره كفر ولا إسلام . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ } حتى ما إبتدائية أو جارة . قوله : ( الملائكة ) قيل إنهم عزرائيل وأعوانه ، لقبض أرواحهم ، وقيل أنهم ملائكة العذاب ، وتقدم أنهم سبع موكلون بأخذ روح الكافر بعد قبضها للعذاب . قوله : ( تبكيتاً ) أي توبيخاً وتقريعاً . قوله : { مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي الآلهة التي كنتم تعبدونها في الدنيا فتمنعكم الآن من العذاب . قوله : ( فلم نرهم ) أي مع شدة احتياجنا إليهم في هذا الوقت . قوله : { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ } كلام مستأنف إخبار من الله بإقرارهم على أنفسهم بالكفر ، ولا تعارض بين هذا وبين قوله : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] لأن مواقف القيامة مختلفة .