Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 58-61)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلْبَلَدُ } أي الأرض . قوله : ( حسناً ) أخذه من قوله : { لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً } . قوله : { بِإِذْنِ رَبِّهِ } أي بإرادته ولم يذكر ذلك في المقابل وإن كان بإذنه أيضاً تعليماً لعباده الأدب ، حيث أسند لنفسه الخير دون الشر وإن كان منه أيضاً لما ورد : إن الله جميل يحب الجمال ، ولقوله تعالى : { بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ } [ آل عمران : 26 ] ولم يقل وبيدك الشر ، فلا يجوز أن يقال سبحان من خلق القرد ، ولا سبحان من دبب الشوك . قوله : ( هذا مثل للمؤمنين ) أي ولعمله ، فمثل المؤمن كمثل الأرض الطيبة ، ومثل المواعظ والقرآن كمثل الماء ، فكما أن الماء إذا نزل على الأرض الطيبة أنبتت طيباً ، كذلك المواعظ والقرآن إذا نزلت على قلب المؤمن أنبتت الطاعات والصفات الحميدة . قوله : { إِلاَّ نَكِداً } أي إلا نباتاً نكد عديم النفع ، ونصب نكداً على الحال ، أو نعت مصدر محذوف ، أي إلا خروجاً نكداً وهو من باب تعب . قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً } المقصود من ذكر تلك القصص تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وتركت الواو هنا ، وذكرت في سورة هود والمؤمنون ، لعدم تقدم ما يعطف عليه هنا بخلاف ما يأتي ، ونوح اسمه عبد الغفار ابن ملك بفتح الميم وسكونها ابن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس ، بعث على رأس أربعين سنة على الصحيح ، وقيل على رأس خمسين ، وقيل مائتين وخمسين ، وقيل مائة سنة ، ومكث في قومه تسعمائة وخمسين ، وعاش بعد الطوفان مائتين وخمسين ، فجملة عمره ألف ومائتان وأربعون ، بناء على الصحيح من أنه بعث على رأس الأربعين ، وكان بحاراً ، وصنع السفينة في عامين ، ولقب بنوح لكثرة نوحه على نفسه ، حيث دعا على قومه فهلكوا ، وقيل لمراجعته ربه في شأن ولده كنعان ، وقيل لأنه مر على كلب مجذوم فقال له : اخسأ يا قبيح ، فأوحى الله إليه أعبتني أم عبت الكلب . وقدم قصة نوح لأن قومه أول من كفر واستحق العذاب . قوله : ( جواب قسم محذوف ) إنما أتى بالقسم هنا للرد على المنكرين ومما يجب التأكيد فيه . قوله : { إِلَىٰ قَوْمِهِ } القوم في الأصل : قبيلة الرجل وأقاربه الذين اجتمعوا معه في جد واحد ، ويطلق القوم مجازاً على من عاشرهم الرجل وسكن عندهم ، وإن لم يكونوا أقارب له . قوله : { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أي وحدوه . قوله : { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } استئناف مسوق لبيان وجه إفراده بالعبادة . قوله : ( صفة لإله ) أي مراعاة للفظه . قوله : ( بدل من محله ) أي لأن محله رفع بالابتداء ومن زائدة . قوله : { إِنِّيۤ أَخَافُ } على ثانية للأمر بالعبادة ، والمعنى اعبدوا الله لأنه ليس لكم إله غره ، ولأني أتحقق نزول عذاب الآخرة بكم إن خالفتم ذلك ، إما عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الآخرة . قوله : { قَالَ ٱلْمَلأُ } بالهمز والقصر ، سموا بذلك لأنهم يملأون المجالس بأجسامهم ، والقلوب بهيبتهم ، والعيون بأبهتهم . قوله : { مِن قَوْمِهِ } لم يقل الذين كفروا مثل ما قيل في قوم هود ، لأن ذلك كان في مبدأ رسالته ولم يكن ثم مؤمن ، هكذا قيل ، والأحسن أن يقال حذفه منه لعلمه مما يأتي في الآية الأخرى . قوله : { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي حيث عدل من عبادة آلهتهم المجمعين عليها المذكورين في سورة نوح في قوله تعالى : { وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ } [ نوح : 23 ] الآية . قوله : ( هي أعم من الضلال ) أي لأن الضلال هو الخروج عن الحق من كل وجه ، والضلالة هي الخروج عن الحق ولو بوجه . قوله : ( فنفيها أبلغ ) أي لأنها نكرة في سياق النفي فتعم . قوله : { وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ } قد وقع الاستدراك أحسن موقع ، لكونه بين ضدين : نفي الضلالة المتوهم ثبتها ، وثبوت الرسالة المتوهم نفيها . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان .