Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-2)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَأَلَ } بالهمزة والألف قراءتان سبعيتان ، فالهمز هو الأصل من السؤال وهو الدعاء ، وأما قراءة الألف فيحتمل أنها بمعنى قراءة الهمزة ، غير أنه خففت بقلب الهمزة ألفاً ، والألف منقبلة عن واو ، كخاف يخاف ، والواو منقلبة عن الهمزة أو من السيلان ، فالألف منقلبة عن ياء ، والمعنى سال سائل ، أي واد في جهنم ، وأما سائل فبالهمز لا غير ، لأن العين إذا أعلت في الفعل ، تعل في اسم الفاعل أيضاً ، وقد أعلت بالقلب همزة كقائل وبائع وخائف ، واعلم أن مادة السؤال تتعدى لمفعولين ، يجوز الاقتصار على أحدهما ، ويجوز تعديته بحرف الجر ، وحينئذ فيكون التقدير هنا : سأل الله أو النبي عذاباً واقعاً . قوله : ( دعا داع ) أشار بذلك إلى أن { سَأَلَ } من السؤال وهو الدعاء ، ولما ضمن معناه تعدى تعديته ، ويصح أن الباء زائدة للتوكيد كقوله تعالى : { وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ } [ مريم : 25 ] ويصح أن الباء بمعنى عن . قوله : { وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ } أي سيقع ، وعبر بذلك اشارة لتحقيق وقوعه ، إما في الدنيا وهو عذاب يوم بدر ، فإن النضر قتل يوم بدر صبراً ، وإما في الآخرة وهو عذاب النار . قوله : { لِّلْكَافِرِينَ } اللام للتعليل ، والتقدير نازل من أجل الكافرين ، أو بمعنى على أي واقع ؟ على الكافرين . قوله : { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } إما نعت آخر لعذاب ، أو حال منه ، أو مستأنف . قوله : ( هو النضر بن الحرث ) هذا قول ابن عباس ، وقيل : " هو الحرث بن النعمان ، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا علي من كنت مولاه فعلي مولاه " . ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقبلناه منك ، وأن نحج فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك ، ثم لم ترض حتى فضلت ابن عمك علينا ؛ أفهذا شيء منك أم من الله تعالى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي لا إله إلا هو ، ما هو إلا من الله " . فولى الحرث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول حقاً ، فأمطر علينا حجارة من السماء ، فوالله ما وصل إلى ناقته ، حتى رماه الله بحجر ، فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت " وقيل : أبو جهل ، وقيل : جماعة من كفار قريش ، وقيل : هو نوح عليه السلام سأل العذاب على كفار قومه . قوله : ( قال اللهم ) الخ ، أي استهزاء وإيهاماً أنه على بصيرة ، حيث جزم بطلانه . قوله : ( متصل بواقع ) أي متعلق به ، وعيه فجملة { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } معترضة بين العامل والمعمول إن جعلت مستأنفة ، وأما إن جعلت صفة لعذاب ، فليست اعتراضية .