Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 34-41)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( بأدائها في أوقاتها ) أشار بذلك للفرق بين قوله فيما سبق { دَآئِمُونَ } وقوله هنا : { يُحَافِظُونَ } وحكمة تكرار ذكر الصلاة الإشارة إلى أنها أعظم من غيرها ، لأنها عماد الدين ، من أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين . قوله : { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ما مبتدأ ، و { الَّذِينَ كَفَرُواْ } خبره ، والمعنى : أي شيء ثبت لهم وحملهم على نظرهم إليك والتفرق . قوله : { قِبَلَكَ } حال ، وكذا قوله : { مُهْطِعِينَ } و { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ } فالأربعة أحوال من الموصول . قوله : ( أي مديمي النظر ) أي أو مسرعين ، فالاهطاع إدامة النظر أو الإسراع . قوله : { عِزِينَ } جمع عزة وهي الجماعة ، واختلفوا في لام عزة ، فقيل : هي واو من عزوته أعزوه أي نسبته ، وقيل : هي ياء ، فيقال عزيته أعزية ، وقيل هي هاء ، فأصله عزهة ، وعلى كل حذفت وعوض عنها تاء التأنيث ، وهو مما ألحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ، لكونه اسماً ثلاثياً ، حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث . قوله : ( قال تعالى ) أي رداً عليهم هذه المقالة . قوله : { جَنَّةَ نَعِيمٍ } أضيفت له لأنه ليس فيها غيره . قوله : ( من نطف ) أي ثم من علق ثم من مضغ ، والمعنى : المقصود من هذه الآية أنهم مخلوقون من نطفة ، وهي لا تناسب عالم القدس لاستقذارها ، فمن لم يتسكمل بالإيمان والطاعة ، لم يتخلق بالأخلاق الملكية ، لم يستعد لدخولها ، ومن هذا المعنى قول الشاعر : @ يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران انهض إلى الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان @@ قوله : { إِنَّا لَقَٰدِرُونَ } جواب القسم ، قوله : { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ } أي بأن نخلق خلقاً غيرهم ، أو نحول أوصافهم ، فيكونوا أشد بطشاً في الدنيا ، وأكثر أموالاً وأولاداً ، وأعلى قدراً ، وأكثر حشماً وخدماً وجاهاً ، فيكونوا عندك على قلب واحد ، في سماع قولك وتعظيمك والسعي في مرضاتك ، بدل فعل هؤلاء من الاستهزاء والتصفيق وكل ما يغضبك ، وقد فعل سبحانه وتعالى ما ذكر من الأوصاف بالهاجرين والأنصار والتابعين ، فأعطاهم أموال الجبارين وبلادهم ، وصاروا ملوك الدنيا والآخرة . قوله : { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } هذا من جملة المقسم عليه .