Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 19-33)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } أل فيه للجنس ، أي حقيقة الإنسان وجنسه والأصل فيه ، وسمي بذلك إما لأنسه بنفسه وجنسه ، أو لنسيانه حقوق ربه ، قوله : ( حال مقدرة ) أي لأنه ليس متصفاً بذلك وقت خلقه ، ولا وقت ولادته . قوله : ( وتفسيره ) أي الهلوع ، وهو مستند اللغويين في قولهم : الهلع فحش الجزع ، مع شدة الحرص وقلة الصبر ، والشح بالمال والسرعة فيما لا ينبغي . قوله : ( وقت مس الشر ) أشار بذلك إلى أن { إِذَا } معمولة لجزوعاً ، وكذا ما بعده ، ونصب { جَزُوعاً } إما حالان من ضمير { هَلُوعاً } أو خبر إن لكان المحذوفة ، أي إذا مسه الشر كان جزوعاً ، وإذا مسه الخير كان منوعاً ، أو نعتان لهلوعاً . قوله : ( أي المال ) أي جمع من جميع ما أنعم الله به عليه ، بأن لا يصرفه في طاعة ربه . قوله : { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } استثناء من الإنسان ، وتقدم أن المراد به الجنس ، فالاستثناء متصل . قوله : ( أي المؤمنين ) فسر { ٱلْمُصَلِّينَ } بالمؤمنين ، لأن الصلاة الشرعية تستلزم الإيمان ، وليكون لقوله : { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } معنى ، وإلا كان ضائعاً ، واعلم أنه ذكر الصلاة ثلاثاً ، فأراد بها أولاً الإيمان ، وثانياً المداومة عليها ولو قضاء ، وثالثاً المحافظة عليها في خصوص أوقاتها . قوله : ( مواظبون ) أي لا يتركونها أداء ولا قضاء ، بل يفعلونها ولو خارج الوقت ، فهذا راجع للصلاة في نفسها ، وما يأتي راجع لوصفها . قوله : ( فيحرم ) أي لكونه يظن غنياً على حد : يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف . قوله : { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } أي يؤمنون به ويجزمون بحصوله ، فيستعدون له بالأعمال الصالحة ، قوله : { غَيْرُ مَأْمُونٍ } أي لا ينبغي لأحد أن يأمنه ، وإن بلغ في الطاعة ما بلغ ، فالمطلوب من الشخص ، أن يغلب في حال صحة الخوف ، وفي حال مرضه الرجاء . قوله : { لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } أي غير المحرمات . قوله : ( من الإماء ) بيان لما ، ولشبههن بغير العاقل ، عبر عنهن بما التي لغير العاقل . قوله : { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ } أي طلب الاستمتاع بغير النكاح وملك اليمين . قوله : ( المتجاوزين الحلال إلى الحرام ) دخل في هذا حرمة وطء الذكور والبهائم والزنا . قوله : ( وفي قراءة بالإفراد ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( المأخوذ عليهم في ذلك ) أي فيما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا ، فالعهد إما من الله أو من المخلوق ، فالواجب حفظه وعدم تضييعه . قوله : ( وفي قراءة بالجمع ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( ولا يكتمونها ) أي بل يؤدونها ، ولو كانت تنفع العدو وتضر الحبيب ، فلا يخافون في الله لومة لائم .