Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي أخبرت بالوحي ) أي أخبرني جبريل ، وظاهر الآية أن النبي لم يشعر بهم ولا باستماعهم ، وإنما اتفق حضورهم في بعض أوقات قراءته ، وبه قيل ، والصحيح أنه رآهم وعلم بهم ، ويجاب عن الآية ، بأن مصب الإيحاء قصة الجن مع قومهم ، حين رجعوا إليهم بعد استماعهم القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : { أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ } أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر نائب فاعل { أُوحِيَ } ، والتقدير أوحي إلي استماع . قوله : { نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ } النفر الجماعة ما بين الثلاثة إلى العشرة ، واختلف في عددهم ، فقيل كانوا تسعة ، وقيل سبعة ، قوله : ( جن نصيبين ) قرية باليمن بالصرف على الأصل وعدمه للعلمية والعجمة . قوله : ( في صلاة الصبح ) وذلك أنه سار النبي صلى الله عليه وسلم في جملة من أصحابه قاصدين سوق عكاظ ، وهو سوق معروف بقرب مكة ، كانت العرب تقصده في كل سنة ، مرة في الجاهلية ، وأول الإسلام ، وكان في ذلك الوقت ، قد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، فقال بعضهم لبعض : ما ما ذاك إلا من شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها لتنظروا ، ما الذي حال بيننا وبين السماء ، حتى منعنا بالشهب ، فانطلق جماعة منهم . فمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو يصلي الصبح يقرأ فيها سورة الرحمن ، وقيل : { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } [ العلق : 1 ] وكان ببطن نخل قاصدين سوق عكاظ . فلما سمعوا القرآن قالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً } الخ . قوله : ( بين مكة والطائف ) بينه وبين مكة مسيرة ليلة . قوله : ( في فصاحته ) في بمعنى من ، فهو يدل مما قبله ، أو هي سببية . قوله : ( وغزارة معانيه ) أي كثرتها . قوله : ( وغير ذلك ) كالأخبار بالمغيبات . قوله : { وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً } هذا يدل على أنهم كانوا مشركين ، وروي أنهم كانوا يهوداً ، وقيل : إن منهم يهوداً ونصارى ومجوساً ومشركين . قوله : ( وفي الموضعين بعده ) أي وهما وأنه كان يقول أنه كان رجال ، واسم كان ضمير الشأن ، والجملة بعدها خبرها ، وهي واسمها وخبرها خبر أن . قوله : { جَدُّ رَبِّنَا } الجد يطلق على معان ، منها العظمة وهي المراد هنا ، ومنها الغني والحظ ، ومنه : ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، ومنها أبو الأب ، وأما الجد بالكسر فهو السرعة في الشيء ضد التأني . قوله : { مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً } هذه الجملة مفسرة لما قبلها . قوله : { وَأَنَّا ظَنَنَّآ } الخ ، اعتذار من هؤلاء النفر ، عما صدر منهم قبل الإيمان من الشرك ، وإيضاحه أنهم يقولون : إنا ظننا واعتقدنا أن أحداً لا يكذب على الله ، وأن ما قاله سفهاؤنا من نسبة الصاحبة والولد إليه حق وصدق ، فلما سمعنا القرآن أسلمنا وعلمنا أنه كذب . قوله : ( مخففة ) أي واسمها ضمير الشأن مضمر ، والجملة المنفية خبرها . , قوله : { كَذِباً } نعت مصدر محذوف ، أي قولاً كذباً . قوله : ( بوصفه بذلك ) أي بالصحابة والولد . قوله : ( حتى تبينا كذبهم ) أي ظهر لنا . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن هذه المقالة والتي بعدها كلامه تعالى ؛ مذكورتان في خلال كلام الجن المحكي عنهم ، وهو احد قولين ، وقيل : إنهما أيضاً من كلام الجن .