Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 6-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَانَ رِجَالٌ } أي في الجاهلية . قوله : ( حين ينزلون ) الخ ، أي وذلك أن العرب كانوا إذا نزلوا وادياً ، عبثت بهم الجن في بعض الأحيان ، لأنهم كانوا لا يتحصنون بذكر الله ، وليس لهم دين صحيح ، فحملهم ذلك على أن يستجيروا بعظمائهم ، فكان الرجل يقول عند نزوله : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح ، فلا يرى إلا خيراً ، وربما هدوه إلى الطريق ، وردوا عليه ضالته ، وأون من تعوذ بالجن ، قوم من اليمن من بني حنيفة ، ثم فشا في العرب ، فلما جاء الإسلام ، صار التعوذ بالله لا بالجن . قوله : { فَزَادُوهُمْ } الواو عبارة عن رجال الإنس ، والهاء عبارة عن رجال الجن . قوله : ( فقالوا ) أي الجن المستعاذ بهم . قوله : ( سدنا الجن ) بضم السين ، أي حصلت لنا السيادة على الجن غيرنا لقهرنا إياهم ، وسدنا الإنس الذين استعاذوا بنا ، وهذه المقالة بسبب الغطيان . قوله : { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } هذه الجملة سادة مسد مفعولي الظن ، والمسألة من باب التنازع ، اعمل الثاني وضمر في الأول وحذف . قوله : ( رمنا ) أي قصدنا وطلبنا . قوله : { فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ } الخ ، الضمير مفعول أول لوجد ، وجملة { مُلِئَتْ } مفعول ثاني لها ، و { حَرَساً } تمييز ؛ جمع حارس كخدم وخادم . قوله : { وَشُهُباً } جمع شهاب ككتب وكتاب . قوله : ( نجوماً محرقة ) المناسب أن يقول : شعلاً منفصلة من نار الكواكب ، لأن الشهاب شعلة من نار تنفصل من الكواكب ، وتقدم ذلك عن المفسر . قوله : ( وذلك ) أي امتلاؤها بالحرس والشهب . قوله : { مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ } أي لأجل الاستماع . قوله : { ٱلآنَ } ظرف حالي ، والمراد الاستقبال . والحاصل : أن الشياطين كانوا أولاً يسترقون السمع ، فلما ولد عيسى منعوا من ثلاث سماوات بغير شهب ، فلما ولد محمد صلى الله عليه وسلم منعوا من السماوات كلها بالشهب ، فلما بعث ازداد تساقط الشهب حتى ملأ الفضاء وصارت لا تخطئهم ، فمنعوا من الصعود بالكلية ، لكن ما زالوا يتوجهون إلى الصعود فتعاجلهم الشهب . قوله : { رَّصَداً } صفة لشهاباً ، وهو بمعنى اسم المفعول ، أي مرصوداً له . قول : { أَشَرٌّ أُرِيدَ } الخ ، قيل : القائل ذلك إبليس ، وقيل : الجن فيما بينهم قبل أن يستمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : لا ندري أشر أريد بمن في الأرض بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، فإنم يكذبون ويهلكون بتكذيبه ؛ أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا ، فالشر والرشد على هذا الإيمان والكفر . قوله : { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } { مِنَّا } خبر مقدم ، و { دُونَ } مبتدأ مؤخر ، إما بمعنى غير وفتح لإضافته لغير متمكن ، أو صفة لمحذوف تقديره ومنا فريق دون ذلك ، وحذف الموصوف مع من التبعيضية كثير ، ومن ذلك قولهم منا ظعن ومنا أقام ، أي منا فريق ظعن الخ . قوله : ( أي قوم غير صالحين ) أي غير مسلمين . قوله : { كُنَّا طَرَآئِقَ } أي ذوي مذاهب مختلفة وأديان متفرقة . قوله : { قِدَداً } جمع قدة بالكسر ، وهي في الأصل الطريق والسيرة ، فاستعمالها في الفرق مجاز .