Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 24-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } بالرفع في قراءة العامة ، على أنه بدل من { رَبِّيۤ } أو خبر لمحذوف ، وقرئ شذوذاً بالنصب على المدح ، وقرئ شذوذاً علم الغيب ، فعلاً ماضياً ناصباً للغيب . قوله : ( ما غاب به ) المناسب حذف قوله به . قوله : { فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } أي اظهاراً تاماً كاملاً يستحيل تخلقه ، فليس في الآية ما يدل على نفي كرامات الأولياء المتعلقة بالكشف ، ولكن اطلاع الأنبياء على الغيب ، أقوى من اطلاع الأولياء ، لأن اطلاع الأنبياء يكون بالوحي ، وهو معصوم من كل نقص ، بخلاف اطلاع الأولياء ، فعصمة الأنبياء واجبة . وعصمة الاولياء جائزة . قوله : { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ } أي إلا رسولا ارتضى له لإظهاره على بعض غيوبه ، فإنه يظهره على ما يشاء من غيبه . قوله : { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ } الخ ، تقرير وتحقيق للإظهار المستفاد من الاستثناء ، كأنه قال : إلا من رسول ، فإنه إذا أراد اظهاره على غيبه ، جعل له ملائكة من جميع جهاته ، يحرسونه من تعرض الشياطين له . قوله : ( ملاكئة يحفظونه ) أي من الجن ، قال قتادة وغيره : كان الله إذا بعث رسولاً أتاه إبليس في صورة ملك يخبره ، فيبعث الله من بين يديه ومن خلفه رصداً من الملائكة يحرسونه ويطردون الشياطين عنه ، فإذا جاءه شيطان في صورة ملك ، أخبروه بأنه شيطان فيحذره ، فإذا جاء ملك قالوا له : هذا رسول ربك . قوله : { لِّيَعْلَمَ } ( الله ) الخ ، متعلق بيسلك غاية له ، قوله : ( علم ظهور ) دفع به ما قد يتوهم من قوله يعلم ، أن العلم متجدد . فأجاب : بأن المعنى ليظهر متعلق علمه . قوله : { رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ } أي كما هي محفوظة من الزيادة والنقصان . قوله : ( معنى من ) أي في قوله : { مَنِ ٱرْتَضَىٰ } . قوله : { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } الضمير عائد على الرسل والملائكة ، والمعنى : أحاط علمه بما عند الرسل والملائكة . قوله : { وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً } أي من القطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار ، وجميع الأشياء جليلها وحقيرها ، وهذا كالتعليل لقوله : { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } .