Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 19-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ } الخ ، سياق هذه الآية إنما يظهر في المرة الثانية ، وهي التي كانت في الحجون ، وكان معه فيها ابن معسود ، وكان الجن إذ ذاك اثني عشر ألفاً ، وقيل سبعين ألفاً ، وبايع جميعهم وفرغوا من بيعته عند انشقاق الفجر ، ووصفه الله بالعبودية ، زيادة في تشريفه وتكريمه . قوله : ( ببطن نخل ) المناسب أن يقول : بحجون مكة ، وهي المرة الثانية ، وأما الأولى التي هي ببطن نخل ، فكانوا سبعة أو تسعة ، فلا يتأتى قوله : { كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } . قوله : ( بكسر اللام وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( جمع لبدة ) أي بكسر اللام ، كسدرة وسدر ، على قراءة الكسر أو ضمها ، كغرفة وغرف على قراءة الضم . قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي } الخ ، سبب نزولها : أن كفار قريش قالوا له : إنك جئت بأمر عظيم ، قد عاديت الناس كلهم ، فارجع عن هذا ونحن نجيرك وننصرك . قوله : ( وفي قراءة ) أي سبعية أيضاً ، وعليها ففي الكلام التفات من الغيبة للخطاب . قوله : ( إلهاً ) قدره إشارة إلى أن أدعو بمعنى اعتقد ، فتتعدى لمفعولين ، ولو فسرها بأعبد ، لا ستغنى عن هذا التقدير . قوله : ( غياً ) أشار بذلك إلى أن المراد بالضر الغي ؛ فأطلق المسبب وأريد السبب ، فإن الضر سببه الغنى فهو مجاز مرسل ، وكذا يقال في قوله : { وَلاَ رَشَداً } . قوله : { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي } الخ ، بيان لعجزه عن شؤون نفسه ، بعد بيان عجزه عن شؤون غيره . قوله : ( استثناء من مفعول أملك ) أي مجموع الأمرين وهما قوله : { ضَرّاً } و { وَلاَ رَشَداً } بعد تأويلهما بـ شيئاً ، كأنه قال : لا أملك لكم شيئاً إلا بلاغاً ، فهو استثناء متصل ، وجملة { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي } الخ ، معترضة بين المستثنى والمستثنى منه ، أتى بها لتأكيد نفي الاستطاعة . قوله : ( عطف على بلاغاً ) أي كأنه قال : لا أملك لكم إلا التبليغ والرسالة ، والمعنى : إلا أن أبلغ عن الله فأقول : وقال الله كذا ، وأن أبلغ رسالاته ، أي أحكامه التي أرسلني بها ، من غير زيادة ولا نقصان . قوله : ( في التوحيد ) أخذ ذلك من قوله : { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } لأن الخلود قرينة كون المراد بالعاصي الكافر . قوله : { إِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ } العامة على كسر إن لوقوعها بعد فاء الجزاء ، وقرئ شذوذاً بفتحها ، على أنها ما في حيزها تأويل مصدر خبر محذوف ، والتقدير فجزاؤه أن له نار جهنم . قوله : ( في له ) أي حال من الهاء المجرورة باللام . قوله : { فَسَيَعْلَمُونَ } جواب { إِذَا } والسين لمجرد التأكيد لا للاستقبال ، لأن وقت رؤية العذاب ، يحصل العلم المذكور ، قوله : { مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً } { مَنْ } إما استفهامية مبتدأ ، و { أَضْعَفُ } خبره ، أو موصولة ، و { أَضْعَفُ } خبر لمحذوف أي هو أضعف ، والجملة صلة الموصول ، و { نَاصِراً } و { عَدَداً } تمييزان محولان عن المبتدأ على حد : أنا أكثر منك مالاً . قوله : ( أو أنا ) الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا التوزيع تكلف لا داعي له ، بل يصلح كل المعنيين لكل من القولين . قوله : ( فقال بعضهم ) هو النضر بن الحرث وقال هذا استهزاء به صلى الله عليه وسلم وإنكاراً للعذاب . قوله : { قَرِيبٌ } مبتدأ ، و { مَّا تُوعَدُونَ } فاعل سد مسد الخبر ، و { مَا } موصولة ، وعائدها محذوف أو مصدرية . قوله : ( من العذاب ) بيان لما . قوله : ( لا يعلمه إلا هو ) صفة لأجلاً .