Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، واختلف في معنى المزمل ، فقيل : المتلفف بثيابه ، وهو ما مشى عليه المفسر ، وقيل : المزمل بالنبوة ، والمدثر بالرسالة ، وقيل : المزمل بالقرآن ، وقيل معناه : يا أيها الذي زمل هذا الأمر ، أي حمله . واعلم أن هذا الوصف أثبته العلماء من جملة أسمائه صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح ، وخالف في ذلك السهيلي محتجاً بأنه اسم مشتق من حاله التي كان عليها حين الخطاب ، ورد بأن هذا لا يضر في التسمية ، وأيضاً فأسماؤه صلى الله عليه وسلم توقيفية ، وقد ورد نداؤه به في القرآن ، وحينئذ فيجوز لنا أن نطلقه عليه . قوله : ( أدغمت التاء في الزاي ) أي بعد قلبها زاياً . قوله : ( حين مجيء الوحي ) أي جبريل في ابتداء الرسالة ، بعد أن جاءه بـ { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } [ العلق : 1 ] ، وذلك " أنه صلى الله عليه وسلم لما جاءه الوحي في غار حراء ، رجع إلى خديجة زوجته يرجف فؤاده فقال : زملوني زملوني ، لقد خشيت على نفسي ، أي من عدم القيام بحقه لهيبته وجلاله ، فقالت له خديجة ، وكانت وزيرة صدق رضي الله عنها : كلا والله ، ما يخزيك الله أبداً ، إنك تصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " .