Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 38-52)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كُلُّ نَفْسٍ } أي مؤمنة أو كافرة عاصية أو غير عاصية ، فالاستثناء متصل . قوله : { رَهِينَةٌ } أي على الدوام بالنسبة للكفار ، وعلى وجه الانقطاع بالنسبة لعصاة المؤمنين . قوله : ( مأخوذة بعملها ) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية ، والكسب بمعنى العمل . قوله : { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } قد علمت أن الاستثناء متصل ، وأهل اليمين يعم العصاة وغيرهم ، لأن الكل ناجون من الرهينة ، إما ابتداء ودواماً ، وإما دوماً قوله : ( كائنون ) { فِي جَنَّاتٍ } اشار بذلك إلى أن قوله : { فِي جَنَّاتٍ } متعلق بمحذوف خبر مبتدأ مقدر أي هم ، وهذه الجملة مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر ، والتقدير ما شأنهم وحالهم . قوله : { يَتَسَآءَلُونَ } أي يسأل بعضهم بعضاً ، قوله : { عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي الكفارين ، والكلام على حذف مضاف ، أي عن حالهم . قولهم : ( ويقولون لهم ) اي للمجرمين . وهذا القول خطاب أهل الجنة لأهل النار ، وهو غير السؤال المتقدم فيما بينهم . والحاصل أن أهل الجنة حين يستقرون فيها ، وينادي المنادي : يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت ، يسأل بعضهم بعضاً عن معارفهم المجرمين الذين خلدوا في النار ، ثم يكشف لهم عنهم فيخاطبونهم بقولهم { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } . قوله : { مَا سَلَكَكُمْ } الخ ، الاستفهام للتوبيخ والتعجب من حالهم . قوله : { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } أي نعطيه ما يجب علينا عطاؤه ، كزكاة ونحوها . قوله : { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } أي في القرآن فنقول فيه : إنه لسحر وشعر وكهانة وغير ذلك من الأباطيل التي كانوا يخوضون فيها . قوله : { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } تخصيص بعد تعميم ، لأن الخوض في الأباطيل عامل شامل ، لتكذيب يوم الدين وغيره ، وفي هذه الآية دليل على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ، فيعذبون عليها زيادة على عذاب الكفر . قوله : { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } غاية في الأمور الأربعة . قوله : ( والمعنى لا شفاعة لهم ) أي فالنفي مسلط على القيد والمقيد معاً ، وهذا خلاف القاعدة ، من أن النفي إذا دخل على مقيد ، تسلط على القيد فقط ، فهنا ليس المراد أنه توجد شفاعة لكنها غير نافعة ، بل المراد لا توجد شفاعة أصلاً . قوله : ( انتقل ضميره ) أي الضمير الذي كان مستكيناً في المحذوف ، وقوله : ( إليه ) أي إلى هذا الخبر الذي هو الجار والمجرور ، لأن القاعدة أن الجار والمجرور إذا وقع خبراً ، حذف متعقله وجوباً ، وانتقل ضميره إليه ، وسمي حينئذ ظرفاً أو جاراً ومجروراً ، مستقراً لاستقرار الضمير فيه . قوله : ( حال من الضمير ) أي المجرور باللام . قوله : { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ } حال من الضمير في { مُعْرِضِينَ } فهي حال متداخلة . قوله : { مُّسْتَنفِرَةٌ } بكسر الفاء وفتحها سبعيتان ، أي نافرة بنفسها من أجل الأسد ، أو نفرها الأسد ، فقوله : ( وحشية ) ليس تفسيراً لمستنفرة ، فكان المناسب تقديمه عليه . قوله : ( أسد ) وقيل القسورة الجماعة الذين يصطادونها . قوله : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ } الخ ، إضراب انتقالي عن محذوف ، كأنه قيل : لا سبب لهم في الأعراض بل يريد الخ ، وسبب نزول الآية أن أبا جهل وجماعة من قريش قالوا : يا محمد ، لن نؤمن بك ، حتى تأتي كل واحد منا بكتاب من السماء عنوانه من رب العالمين إلى فلان ابن فلان ، ونؤمن فيه باتباعك ، وكانوا يقولون : إن كان محمد صادقاً ، ليصبحن عند رأس كل واحد منا صحيفة فيها براءته من النار . قوله : { مِّنْهُمْ } أي من كفار قريش . قوله : { مُّنَشَّرَةً } أي طرية لم يطو ، بل تأتينا وقت كتابتها يقرؤها كل من رآها .