Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 1-9)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( زائدة في الموضعين ) أي لتأكيد القسم ، ففيه دليل على أن لا تزاد كثيراً في الكلام ، سواء كان في أوله أو وسطه ، خلافاً لمن يقول . إنها تزاد في وسط الكلام لا في أوله ، وقيل : إن { لاَ } نافية لكلام تقدمها ، أتى بها رداً على منكري البعث ، كأنه قال : ليس الأمر كما زعموا أقسم الخ ، كقولك : لا والله . قوله : ( التي تلوم نفسها ) أي في الدنيا لما شهدت من حقيقتها ، وهي العدم وعظيم حق الله عليها ، فالعبد وإن قطع نفسه إرباً في عبادة الله وطاعته ، لا يفي بحق الله عليه ، لأن الفاني لا يقدر على القيام بحق الباقي ، واعلم أن الصوفية قسموا النفس إلى سبعة أقسام ، الأول : الأمارة وهي نفوس الكفار ومن حذا حذوهم ، لا تأمر بخير أصلاً ، ومع ذلك راضية بأفعالها محسنة لها . الثاني : اللوامة وهي التي تلوم صاحبها ، ولو كان مجتهداً في الطاعة ، وهذا مبدأ الخير وأصل الترقي . الثالث : الملهمة وهي التي ألهمت فجورها وتقواها . الرابع : المطمئنة وهي التي اطمأنت بالله ، وسكنت تحت مقاديره . الخامس : الراضية وهي التي رضيت عن الله في جميع حالاتها . السادس : المرضية وهي التي جوزيت بالرضا من الله ، لأن من رضي له الرضا . السابع : الكاملة هي غاية المراتب . وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون ، ومأخذ الجميع من القرآن ، فالأمارة من قوله تعالى : { إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ } [ يوسف : 53 ] واللوامة من هذه الآية ، والملهمة من قوله تعالى : { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [ الشمس : 8 ] والمطمئنة وما بعدها من قوله تعالى : { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } [ الفجر : 27 ] الآية . قوله : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ } استفهام وتقريع . قوله : { أَلَّن نَّجْمَعَ } أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن ، ولن وما في حيزها خبرها ، وجملة أن واسمها وخبرها ، سادة مسد مفعولي حسب ، وليس بين الهمزة واللام نون في الرسم ، بل تكتب الهمزة موصولة باللام . قوله : { بَلَىٰ } جواب لما بعد النفي . قوله : { قَادِرِينَ } حال من فاعل الفعل المقدر الذي دل على { بَلَىٰ } والتقدير : نجمعها حال كوننا قادرين . قوله : { بَنَانَهُ } اسم جمع أو جمع لبنانة . قوله : ( وهو الأصابع ) أي أطرافها ، فالببنان أطراف الأصابع . قوله : ( كما كانت ) أي في الدنيا . قوله : { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ } إضراب انتقالي . قوله : ( ونصبه بأن مقدرة ) أي والمصدر المنسيك منه ومن أن مفعول { يُرِيدُ } . قوله : { أَمَامَهُ } منصوب على نزع الخافض أي بأمامه ، والمعنى : يريد الإسنان دوام التكذيب بيوم القيامة . قوله : { يَسْأَلُ أَيَّانَ } هذه الجملة إما بدل من الجملة قبلها ، أو مستأنفة بيان ، و { أَيَّانَ } خبر مقدم ، و { يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } مبتدأ مؤخر . قوله : ( بكسر الراء وفتحها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ولغتان معناه التحير والدهشة ، وقيل : { بَرِقَ } بالكسر تحير ، وبالفتح لمع من شدة شخوصه ، فقوله : ( دهش وتحير ) تفسير القراءتين . قوله : ( وذلك يوم القيامة ) إن قلت : إن طلوع الشمس والقمر من مغربهما ، ليس في يوم القيامة ، بل قبله بمائة وعشرين سنة ، أجيب : بأن المراد بيوم القيامة ، ما يشمل وقت مقدماته من الأمور العظام .