Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 3-6)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ } تعليل لقوله : { نَّبْتَلِيهِ } والمراد بالهداية الدلالة . قوله : ( يبعث الرسول ) أي جنسه الصادق بآدم ويمن بعده من الرسل إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . قوله : { وَإِمَّا كَفُوراً } لم يقل كافراً مشاكلة لشاكراً ، إما مراعاة رؤوس الآي ، أو لأن الشاكر قليل والكافر كثير ، فعبر في جانب الكفر بصغية المبالغة . قوله : ( من المفعول ) أي وهو الهاء في { هَدَيْنَاهُ } . قوله : { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } الخ لف ونشر مشوش ، فهذه الآية راجعة لقوله : { وَإِمَّا كَفُوراً } وقوله : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } الخ ، راجع لقوله : { إِمَّا شَاكِراً } . قوله : { سَلاَسِلاَ } إما بمنع الصرف كمساجد ، أو بالصرف لمناسبة قوله : { وَأَغْلاَلاً } فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَأَغْلاَلاً } ( في أعناقهم ) أي فتجمع أيديهم إلى أعناقهم . قوله : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } الخ ، لما ذكر حال الكفار وجزاءهم في الآخرة ، أتبعه بجزاء الشاكرين ، وأطنب فيه ترغيباً لهم . قوله : ( جمع بر ) أي كرب وأرباب ، وقوله : ( أو بار ) أي كشاهد وأشهاد . قوله : ( وهم المطيعون ) أي المؤمنون الصادقون في إيمانهم وإن اقترفوا الذنوب ، فكل من كان ليس مستوجباً للخلود في النار فهو من الأبرار ، لذكرهم في مقابلة الفجار في قوله تعالى : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [ الإنفطار : 13 - 14 ] وهذا تعريف لمطلق الأبرار ، فلا ينافي قولهم البر هو الذي لا يؤذي الذر ، أو الذي يؤدي حق الله ويوفي بالنذر ، أو غير ذلك ، فإنه تعريف للأبرار الكاملين كما هنا . قوله : ( وهي فيه ) أي فإن لم تكن فيه فهو إناء . قوله : ( والمراد من خمر ) دفع بذلك ما يقال : إن الضمير في قوله : { مِزَاجُهَا } عائد على الكأس ، مع أن الكافور لا يمزج بالكأس بل بما فيه ، فأجاب المفسر : بأن المراد بالكأس الخمر نفسه ، من باب تسمية الحال باسم المحل . قوله : { كَافُوراً } إن قلت : إن الكافور غير لذيذ وشربه مضر ، فما وجه مزج شرابهم به ؟ أجيب : بأن المراد أنه كالكافور في بياضه وطيب ريحه وبرودته . قوله : ( بدل من كافوراً ) أي على حذف مضاف ، أي ماء عين ، لأن العين اسم لمنبع الماء ، وهو لا يبدل من الماء ، وما ذكره المفسر احد احتمالات في وجه نصب { عَيْناً } ويصح أن مفعول { يَشْرَبُونَ } قوله : { مِن كَأْسٍ } حال لأنه نعت نكرة قدم عليها ، والأصل يشربون عيناً من كأس ، أي خمر ممزوج بالكافور وهو أسهلها ، قوله : { يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } الجملة صفة لعيناً ، وقوله : ( ومنها ) إشارة إلى أن الباء بمعنى من الابتدائية ، أي يبتدئون الشرب من العين . قوله : ( أولياؤه ) أي وهم المؤمنون . قوله : ( يقودونها ) أي فهي سهلة لا تمتنع عليهم ، ورد : أن الرجل منهم يمشي في بيوته ويصعد إلى قصوره ، وبيده قضيب يشير به إلى الماء ، فيجري معه حيثما دار في منازله على الأرض المستوية ، ويتبعه حيثما صعد إلى أعلا قصوره .