Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 41-47)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الخ ، ذكر في سورة { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ } [ الإنسان : 1 ] أحوال الكفار في الآخرة على سبيل الاختصار ، واطنب في أحوال المؤمنين ، عكس ما فعل هنا ، ليحصل التعادل بين السورتين . قوله : ( أي تكاثف أشجار ) من إضافة الصفة للموصوف . قوله : { وَعُيُونٍ } ( نابعة من الماء ) أي ومن العسل واللبن والخمر ، كما في آية القتال . قوله : { مِمَّا يَشْتَهُونَ } راجع للعيون والفواكة . قوله : ( بحسب شهواتهم ) أي فمتى اشتهوا فاكهة وجدوها حاضرة ، فليست فاكهة الجنة مقيدة بوقت دون وقت ، كما في أنواع فاكهة الدنيا ، قال تعالى : { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [ الرعد : 35 ] . قوله : ( ويقال لهم ) أي من قبل الله ، أو القائل لهم الملائكة إكراماً لهم . قوله : ( كما جزينا المتقين ) أي بالظلال والعيون والفواكه نجزي المحسنين . إن قلت : لا مغايرة بين المتقين المحسنين ، ففيه تشبيه الشيء بنفسه . والجواب : أن يراد بالمتقين الكاملون في الطاعة ، وبالمحسنين من عندهم أصل الإيمان ، ويصير المعنى : إن هذا الجزاء كما هو ثابت للكاملين في الطاعة ، ثابت لمن كان عنده أصل الإيمان ، فالمماثلة في الأوصاف التي ذكرت في تلك الآية ، لا في المراتب والدرجات فتدبر . قوله : ( ومن الزمان ) أي فقليلاً منصوب على الظرفية . قوله : ( وغايته إلى الموت ) أي فهو مدة العمر ، قال بعض العلماء : التمتع في الدنيا من أفعال الكافرين ، والسعي لها من أفعال الظالمين ، والاطمئنان إليها من أفعال الكاذبين ، والسكون فيها على حد الأذن ، والأخذ منها على قدر الحاجة من أفعال عوام المؤمنين ، والأعراض عنها من أفعال الزاهدين ، وأهل الحقيقة أجل خطراً من أن يؤثر فيهم حب الدنيا وبغضها وجمعها وتركها .