Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { عَمَّ } عن : حرف جر ، وما استفهامية في محل جر ، حذفت ألفها للقاعدة المقررة التي أشار لها ابن مالك بقوله : @ وما في الاستفهام إن جرت حذفت ألفها وأولها الها إنْ تقف @@ ووقف البزي بهاء السكت جرياً على القاعدة ، ونقل عن ابن كثير إثبات الهاء في الوصل أيضاً ، إجراء له مجرى الوقف ، وقرئ شذوذاً بإثبات الألف ، والجار والمجرور متعلق بيتساءلون ، وقوله : { عَنِ ٱلنَّبَإِ } عطف بيان . وسبب نزولها : أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث ، جعل المشركون يتساءلون بينهم فيقولون : ما الذي أتى به ، ويتجادلون فيما بعث به ، ومناسبتها لما قبلها أنه لما قال : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } [ المرسلات : 50 ] أي بعد القرآن ، فكانوا يتجادلون فيه ويتساءلون عنه فقال : { عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ } . قوله : ( بيان لذلك الشيء ) أي المعبر عنه بما الاستفهامية ، والمراد بالبيان عطف البيان . قوله : ( واستفهام لتفخيمه ) أي فليس استفهاماً حقيقاً ، بل هو كناية عن تفخيم الأمر وتعظيمه . قوله : { ٱلَّذِي } صفة النبأ ، و { هُمْ } مبتدأ و { مُخْتَلِفُونَ } خبره . و { فِيهِ } متعلق بمختلفون ، والجملة صلة { ٱلَّذِي } ، وقوله : ( فالمؤمنون ) الخ ، اشار بذلك إلى الضمير في { هُمْ } عائد على ما يشمل المؤمنين والكفار ، وجعل الواو في { يَتَسَآءَلُونَ } محمولة على الكفار ، ليس بواضح لأنه يلزم عليه تشتيت الضمائر ، فالمناسب أن يسوي بين الضميرين ، بأن يجعلهما عائدين على الكفار ، واختلافهم فيه من حيث إن بعضهم يقول فيه شعر ، وبعضهم يقول فيه كهانة ، وغير ذلك . قوله : ( ردع ) أي فيه معنى الوعيد والتهديد . قوله : ( ما يحل بهم ) مفعول يعلمون ، والمعنى : ما ينزل بهم عند النزع أو في القيامة ، لكشف الغطاء عنهم ذلك الوقت ، وحل يحل بالكسر والضم في المضارع بمعنى نزل . قوله : ( تأكيد ) أي لفظي ، وقيل : عطف نسق فيه معنى التأكيد . قوله : ( للإيذان بأن الوعيد الثاني ) الخ ، أي فتغايرا بهذا الاعتبار ، ومن هنا قيل : إن الأول عند النزع ، والثاني في القيامة ، وقيل : الأول للبعث ، والثاني للجزاء . قوله : ( ثم أومأ تعالى ) أي أشار إلى الأدلة الدالة عليها ، وذكر منها تسعة ، ووجه الدلالة أن يقال : إنه تعالى حيث كان قادراً على هذه الأشياء ، فهو قادر على البعث .