Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 1-4)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَسْأَلُونَكَ } السؤال إن كان تعيين الشيء وتبيينه ، تعدى للمفعول الثاني بعن كما هنا ، وإن كان بمعنى طلب الإعطاء ، تعدى للمفعولين بنفسه ، كسألت زيداً مالاً ، خلافاً لمن فهم أن ما هنا من الثاني وادعى زيادة عن . قوله : { عَنِ ٱلأَنْفَالِ } جمع نفل مثل سبب وأسباب ، ويقال نفل بسكون الفاء أيضاً وهي الزيادة ، لزيادة هذه الأمة بها عن الأمم السابقة ، فإنها لم تكن حلالاً لهم ، بل كانوا إذا غنموا غنيمة وضعوها في مكان ، فإن قبلها الله منهم ، أنزل عليها ناراً أحرقتها ، وإلا بقيت . قوله : { لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ } قيل : إن معنى ذلك ، أنها مملوكة الله ، وأعطاها ملكاً لرسوله يتصرف فيها كيف يشاء ، وعلى هذا فقوله : { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ } [ الأنفال : 41 ] الآية ناسخة لها ، وقيل إن ما يأتي توضيح لما هنا وتفصيل له ، والآية محكمة ، فيكون المعنى لله والرسول من حيث قسمتها على المجاهدين . قوله : ( يجعلانها حيث شاءا ) أي فامتثلوا ما يأمركم به . قوله : { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي امتثلوا أمره وأمر نبيه . قوله : { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } أي الحالة وهي الوصلة الإسلامية ، فالمعنى اتركوا النزاع والشحناء ، والزموا المودة والمحبة بينكم ، ليحصل النصر والخير لكم . قوله : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي فيما يأمركم به . قوله : { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه . قوله : ( حقاً ) أي كاملين في الإيمان ، فعلامة كمال الإيمان ، طاعة الله والرسول ، وعدم وجود الحرج في النفس ، قال تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [ النساء : 65 ] . قوله : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } استئناف مسوق لبيان صفات المؤمنين ، فهو كالدليل لما قبله . قوله : ( الكاملون الإيمان ) بالنصب على نزع الخافض ، أي فيه ، وفي بعض النسخ بحذف النون ، فيكون مضافاً للإيمان . قوله : { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ } وصل { ٱلَّذِينَ } بثلاث صلات كلها متعلقة بالقلب . قوله : { وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي فزعت لاستيلاء هيبته على قلوبهم . قوله : ( تصديقاً ) أشار بذلك إلى أن التصديق يقبل الزيادة ، إذ لا يصح أن يكون إيمان الأنبياء كإيمان الفساق ، وما قبل الزيادة قبل النقص ، وبذلك أخذ مالك والشافعي وجمهور أهل السنة . قوله : ( به يتقون ) أشار بذلك إلى أن { وَعَلَىٰ } بمعنى الباء ، و { يَتَوَكَّلُونَ } بمعنى يتقون ، وقوله : ( لا بغيره ) حصر أخذ من تقديم المعمول ، والمعنى أن ثقتهم بالله لا . بغيره ، فلا يعتمدون على عمل ولا على مال ، ولا يخافون من غيره . قوله : { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } أي يلازمونها في أوقاتها ، مستوفية الشروط والأركان والآداب . قوله : { يُنفِقُونَ } أي النفقة الواجبة كالزكاة ، أو المندوبة كالصدقة . قوله : { حَقّاً } صفة لمصدر محذوف ، أي إيماناً حقاً . قوله : ( بلا شك ) أي لظهور علامة الإيمان الكامل فيهم . قوله : { عِندَ رَبِّهِمْ } العندية عندية مكانة لا مكان . قوله : { وَمَغْفِرَةٌ } أي غفران لذنوبهم . قوله : { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي دائم مستمر لا نكد فيه ولا تعب ، مقرون بالتعظيم والتكريم .