Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَمَآ أَخْرَجَكَ } الكاف بمعنى مثل ، وما مصدرية خبر لمحذوف ، والتقدير قسم الغنائم عموماً ، والحال أن بعض الصحابة كارهون لذلك ، مثل إخراجك من بيتك ، والحال أنهم كارهون لذلك ، فهو تشبيه حكم بحكم ، أو قصة بقصة ، وهذا أحسن الأعاريب ، ولذا درج عليه المفسر ، فالمشبه : قسم الغنائم عموماً ، والمشبه به : الخروج لقتال ذي الشوكة ، بجامع أن كلاً كان فيه كراهة لبعض المؤمنين ، بحسب الصورة الظاهرية ، وفي الواقع : ونفس الأمر خير ومصلحة للعموم في كل ، لأن الأول ترتب عليه إصلاح ذات البين ، والثاني ترتب عليه عز الإسلام ونصره . قوله : { مِن بَيْتِكَ } أي الكائن بالمدينة ، أو المراد بالبيت نفس المدينة ، قوله : ( متعلق بإخراج ) أي والباء سببية ، والمعنى : أخرجك من بيتك بسبب الحق ، أي إظهار الدين ورفع شأنه ، ويصح أن تكون الباء للملابسة ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الكاف في أخرجك ، أي أخرجك متلبساً بالحق أي الوحي ، لا عن هوى نفسك . قوله : ( والجملة حال ) أي مقدرة ، لأنهم وقت الخروج لم يكونوا كارهين ، وإنما طرأت الكراهة عند الأمر بقتال ذي الشوكة . قوله : ( أي هذه الحال ) أي وهي قسم الغنائم على العموم . قوله : ( في كراهتهم لها ) هذا هو وجه المماثلة والمشابهة بينهما . قوله : ( فكذلك أيضاً ) أي قسم الغنائم كان خيراً انتهاء لما فيه من إصلاح ذات البين . قوله : ( قدم بعير ) أي إبل حاملة تجارة ، وكان فيها أموال كثيرة ورجال قليلة نحو الأربعين . قوله : ( فعلمت قريش ) إي بإخبار ضمضمة بن عمرو الغفاري الذي اكتراه أبو سفيان ، ليعلم قريشاً بذلك . قوله : ( ومقاتلو مكة ) أي وكانوا ألفاً إلا خمسين . قوله : ( وأخذ أبو سفيان ) أي عدل عن الطريق المعتاد للمدينة ، وسار بساحل البحر . قوله : ( فشاور صلى الله عليه وسلم أصحابه ) أي في المضي إلى بدر لقتال النفير . قوله : ( فوافقوه ) أي آخراً ، بعد أن توقف بعضهم محتجاً بعدم التهيؤ ، وكان إذ ذلك صلى الله عليه وسلم بوادي دقران ، بدال وقاف وراء ، بوزن سلمان ، وإذ قريب من الصفراء ، وعند المشاورة قام أبو بكر وعمر فأحسنا في القول ، ثم قام سعد بن عبادة فقال : انظر أمرك فامض فيه ، فوالله لو سرت إلى عدن ما تخلف عنك رجل من الأنصار ، ثم قال مقداد بن عمرو : امض كما أمرك الله ، فإنا معك حيثما أحببت ، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [ المائدة : 24 ] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا معكما مقاتلون . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " أيها الناس أشيروا علي ، وهو يريد الأنصار ، فقام سعد بن معاذ ، فقال : كأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال أجل ، قال إنا قد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أنا ما جئت به هو الحق ، فامش يا رسول الله لما أردت فإنا لا نكره أن يلقى عدونا ، وإنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله ، ثم قال رسول الله : سيروا على بركة الله وأبشروا ، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم " .