Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 48-50)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذْ زَيَّنَ } عطف على { وَلاَ تَكُونُواْ } عطف قصة على قصة { وَإِذْ } ظرف معمول لمحذوف قدره بقوله : ( اذكر ) . قوله : ( لما خافوا الخروج ) أي لما خافوا من أعدائهم حين الخروج من مكة لقتالهم . قوله : ( بني بكر ) أي وهم قبيلة كنانة ، وكانت قريبة من قريش ، وبينهم الحروب الكثيرة . قوله : { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } أي مجير ومعين . قوله : ( وكان أتاهم ) إلخ ، قال ابن عباس : جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين ، معه راية في صورة رجل من رجال بني مدلج سراقة بن مالك ، فقال المشركين : لا غالب لكم اليوم من الناس . قوله : ( ورأى الملائكة ) أي نازلين من السماء . قوله : ( أتخذلنا ) أي تترك نصرتنا في هذه الحالة فعلى بمعنى في . قوله : ( أن يهلكني ) أي بتسليط الملائكة علي . إن قلت : إنه من المنظرين ، فكيف يخاف الهلاك حينئذ ؟ أجيب : بأنه لشدة ما رأى من الهول ، نسي الوعد بأنه من المنظرين ، وما أشار له المفسر جواب عما يقال ، إن الشيطان لا خوف عنده ، وإلا لما كفر وأضل غيره . وأجيب أيضاً بأن قوله : { إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ } كذب ولا مانع من ذلك . قوله : { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } يصح أن يكون من جملة قول الشيطان واعتذاره ، أو مستأنف تهديد له من كلام الله تعالى . قوله : { إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ } أي الكائنون بالمدينة ، وقوله : { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي الكائنون بمكة ، إذ لم يحضر وقعة بدر منافق ، إلا عبد الله بن أبي فقط ، ولم يكن فيها ضعيف إيمان . قوله : ( توهماً ) مفعول لخرجوا والضمير في ( بسببه ) عائد على الدين . قوله : ( يغلب ) قدره إشاره إلى أن جواب الشرط محذوف ، وقوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } دليل عليه . قوله : { وَلَوْ تَرَىٰ } الرؤية بصرية ، ومفعولها محذوف تقديره حال الكفار وقت الموت . { وَلَوْ } حرف شرط تقلب المضارع ماضياً عكس إن . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى الياء الأمر ظاهر ، وعلى التاء فلأن الجمع يجوز تذكيره وتأنيثه . قوله : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } قيل المراد جمع الكفار من وجد وسيوجد ، وقيل المراد الكفار الذين قتلوا ببدر ، واختلف أيضاً في وقت الضرب ، فقيل عند الموت تعجيلاً للمساءة ، وقيل ذلك يوم القيامة ، ولا مانع من الجميع . قوله : ( حال ) أي من الملائكة . قوله : { وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } المراد أمامهم وخلفهم فيعمون جميع أجسادهم بالضرب . قوله : ( بمقامع من حديد ) جمع مقمعة بكسر الميم ، وهي العصا من الحديد الممحاة بالنار ، ولو وضعت على جبال الدنيا لدكت . قوله : { وَذُوقُواْ } قدر المفسر ( يقولون ) إشارة إلى أنه معطوف على { يَضْرِبُونَ } فهو حال أيضاً .