Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 51-53)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذٰلِكَ } اسم الإشارة مبتدأ ، وقوله : { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } متعلق بمحذوف خبر ، والباء سببية . قوله : ( عبر بها ) إلخ . دفع بذلك ما يقال إن إذاقة العذاب حاصلة ، بسبب ما فعلوا بجميع أعضائهم ، فلم خصت الأيدي ؟ فأجاب بما ذكر ، وبعضهم فسر الأيدي بالقدر جمع قدرة ، فيكون المعنى ذلك ، بسبب ما قدمته قدرتكم وكسبكم ، فإن اليد تطلق ويراد بها القدرة ، قال تعالى : { يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِ } [ الفتح : 10 ] . قوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ } معطوف على { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } ، والمعنى ذلك بسبب ما قدمت أيديكم ، وبسبب { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } ونفي الظلم عن الله كناية عن العدل ، فكأنه قال ذلك بسبب الذي قدمته أيديكم ، وبسبب عدل الله فيكم . قوله : ( أي بذي ظلم ) دفع بذلك ما يتوهم من ظاهر الآية ، أن أصل الظلم ثابت لله ، والمنفي كثرته ، فأجاب المفسر بأن هذه الصيغة ليست للمبالغة بل للنسب ، قال ابن مالك : @ ومع فعل وفعال فعل في نسب أغنى عن اليا فقبل @@ وحينئذ فقد انتفى أصل الظلم ، بل لا يريده أصلاً ، قال تعالى : { وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } [ آل عمران : 108 ] لأن الإرادة لا تتعلق إلا بالجائز ، والظلم من الله مستحيل عقلاً ، لأن حقيقة التصرف في ملك الغير من غير إذنه ، ولا يتصور العقل ملكاً لغير الله . قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } الكاف متعلقة بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( دأب هؤلاء ) وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : { كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } تفصيل للدأب وتفسير له ، كما قال المفسر . قوله : { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } أي أهلكهم ، لكن هلاك غير هذه الأمة بالرجفة والزلزلة والكسف والمسح من كل عذاب عام ، وهلاك كفار هذه الأمة بالسيف ، فالمماثلة في مطلق الهلاك . قوله : { بِذُنُوبِهِمْ } الباء سببية . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } كالدليل لما قبله . قوله : ( أي تعذيب الكفرة ) أي بسبب ما قدمت أيديهم . قوله : { بِأَنَّ ٱللَّهَ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر عن اسم الإشارة ، والجملة تعليل لمجموع المعلول وعلته السابقين . قوله : { لَمْ يَكُ } مجزوم بسكون النون المحذوفة تخفيفاً ، قال ابن مالك : @ ومن مضارع لكان منجزم تحذف نون وهو حذف ما التزم @@ وأصله يكون دخل الجازم فسكنت النون فالتقى ساكنان ، حذفت الواو لالتقائهما ، ثم حذفت النون تخفيفاً . قوله : ( يبدلوا نعمتهم كفراً ) أي يتركوا ما يجب للنعم من شكرها والقيام بحقها ، ويرتكبوا عدم الشكر ، وعدم القيام بحقها ، والمعنى يبدولون ما بهم من الحال إلى حال أسوأ منه ، فتغيرت نعمة إمهالهم بمعاجلة العذاب لهم . قوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } أي لأقوالكم عليم باحوالكم .