Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 54-58)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } إلخ ، كرر تفصيلاً لما قبله ، لأنه مقام ذم وهو كالمدح ، البلاغة فيه الإطناب . قوله : { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي كقوم نوح وهود ، وقوم صالح وغيرهم . قوله : { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } أي بسببها . قوله : ( قومه معه ) أشار بذلك إلى أن المراد بآل فرعون هو وآله . قوله : { كَانُواْ ظَالِمِينَ } فيه مراعاة معنى كل ، ولو روعي لفظها لقيل وكل كان ظالماً ، وكل صحيح ، وإنما روعي معناها مراعاة للفواصل . قوله : ( ونزل في قريظة ) أي حين قدم رسول الله المدينة ، وعاهدهم أن لا يحاربوه ولا يعاونوا عليه ، فنقضوا عهده وأعانوا عليه مشركي مكة بالسلاح ثم قالوا نسينا وأخطأنا ، فعاهدهم الثانية ، فنقضوا ايضاً ، وتمالؤوا مع الكفار على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق . قوله : { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ } في ذلك إشارة إلى أنهم بمعزل من جنسهم ، وإنما هم من جنس الدواب ومع ذلك هم شر من جميع أفرادها ، قال تعالى : و { إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ } [ الفرقان : 44 ] . قوله : { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ } بدل من الموصول قبله ، أو نعت أو عطف بيان . قوله : ( لا يعينوا المشركين ) أي كفار مكة ، فنقضوا أولاً وثانياً . قوله : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ } أي تظفرن بهم . قوله : { فَشَرِّدْ بِهِم } الباء سببية ، والكلام على حذف مضاف ، أي سبب عقوبتهم وتنكيلهم . قوله : { مَّنْ خَلْفَهُمْ } مفعول لشرد ، والمراد بمن خلفهم كفار مكة ، والمعنى إذا ظفرت بقريظة فعاقبهم ، ليتفرق كفار مكة وغيرهم بمن نقض عهدك ويتعظوا بهم ، فصيرهم عبرة لغيرهم ، حتى لا يكون لهم قوة على محاربتك . قوله : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ } خطاب عام للمسلمين وولاة الأمور ، وإن كان أصل نزولها في قريظة قوله : { فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ } أي أعلمهم بأن لا عهد لهم بعد اليوم فشبه العهد بالشيء الذي يرمى ، وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو النبذ ، فإثباته تخييل . قوله : ( بأن تعلمهم به ) أي لم يكن عذرهم ظاهراً طهوراً بينا ، وإلا فلا يحتاج للإعلان . والحاصل : أنه إذا ظهرت أمارات نقض العهد ، وجب على الإمام أن ينبذ عهدهم ، ويعلمهم بالحرب قبل الركوب عليهم ، بحيث لا يعد الإمام غادراً لهم ، وإن ظهرت الخيانة ظهوراً مقطوعاً به فلا حاجة إلى نبذ العهد ولا الإعلام ، بل يبادرهم بالقتال . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ } تعليل للأمر بنبذ العهد . قوله : ( ونزل فيمن أفلت ) أي في الكفار الذين خلصوا وهربوا ، وهذا تسلية لرسول الله وأصحابه ، حيث حزنوا على نجاة من نجا من الكفار ، وكان غرضهم استئصالهم بالقتل والأسر .