Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 82, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } الخ ، اعلم أن المراد بهذه الآيات ، بيان تخريب العالم وفناء الدنيا ، وذلك أن السماء كالسقف ، والأرض كالبناء ، ومن أراد تخريب دار ، فإنه يبدأ أولاً بتخريب السقف . ثم يلزم من تخريب السماء انتشار الكواكب ، ثم بعد تخريب السماء والكواكب ، يخرب كل ما على وجه الأرض من البحار ، ثم بعد ذلك تخرب الأرض التي فيها الأموات . قوله : ( انشقت ) أي لنزول الملائكة . قوله : ( انقضت وتساقطت ) أي فالانتثار استعارة لإزالة الكواكب ، فشبهت بجواهر قطع سلكها وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو الانتثار ، فإثباته تخييل على طريق الاستعارة المكنية . قوله : { فُجِّرَتْ } العامة على قراءته مبنياً للمفعول مشدداً ، وقرئ شذوذاً بالبناء للفاعل وللمفعول مع التخفيف . قوله : ( فتح بعضها في بعض ) أي لزوال البرزخ الحاجز . قوله : { بُعْثِرَتْ } يرادفه في معناه بحثر بالحاء ، فهما مركبان من البعث والبحث ، مضموماً إليهما راء . قوله : ( قلب ترابها ) أي الذي أهيل على الموتى وقت الدفن ، وصار ما كان في باطن الأرض ظاهراً على وجهها . قوله : { عَلِمَتْ نَفْسٌ } أي علماً تفصيلياً ، وإلا فالعلم الإجمالي حصل لهم عند الموت ، حين يرى كل مقعده من الجنة أو النار ، واعلم أن الإنسان يعلم ما قدمه من خير وشر عند مؤته علماً إجمالياً ، فيعلم أنه من أهل السعادة أو الشقاوة ، فإذا بعث وقرأ صحيفته ، علم ذلك تفصيلاً .