Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } أي انصدعت بغمام يخرج منها ، وهو البياض في جوانب السماء لتنزل الملائكة ، قال تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً } [ الفرقان : 25 ] قوله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي انقادت لأمره . قوله : ( سمعت وأطاعت ) أي فشبه حال السماء في انقيادها ، بتأثير قدرة الله تعالى ، حيث أراد انشقاقها ، بانقياد المستمع المطيع لأمره ، وذلك أن السماوات لما علمت مراد الله ، وتعلقت إرادته بانشقاقها ، سلمت وفوضت أمرها ، ولم تنازع في ذلك . قوله : { وَحُقَّتْ } بالبناء للمفعول ، والفاعل في الأصل محذوف وهو الله تعالى ، وكذا المفعول ، والأصل وحق الله عليها استماعها ، فحذف الفاعل ثم المفعول ، واسند الفعل إلى ضمير السماوات . والمعنى : وحق الله استماعها لعلمها بأن مراد الله نافذ ، فهي أهل لأن تسمع وتطيع ، قال تعالى : { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [ فصلت : 11 ] . قوله : { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } أي بسطت ودكت حبالها . قوله : ( كما يمد الأديم ) أي وهو الجلد ، لأنه إذا مد زال كل انثناء فيه ، وامتد واستوى . قوله : ( ولم يبق عليها بناء ولا جبل ) أي فيزاد في سعتها ، لوقوف الخلائق عليها للحساب ، وحتى لا يكون لأحد من البشر إلا موضع قدمه ، لكثرة الخلائق فيها ، وظاهر الآية أن الأرض تمد مع بقاءها ، وليس كذلك ، بل تبدل بأرض أخرى بدليل آية { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ } [ ابراهيم : 48 ] . قوله : ( من الموتى ) أي والكنوز والمعادن والزروع ، قوله : { وَتَخَلَّتْ } أي خلا جوفها ، فلم يبق في بطنها شيء . قوله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } ليس تكراراً ، لأن هذا في الأرض ، وما تقدم في السماوات . قوله : ( وأطاعت في ذلك ) الإبقاء والتخلي . قوله : ( دل عليه ما بعده ) أي وهو قوله : { فَمُلاَقِيهِ } . قوله : ( تقديره لقي الإنسان ) الخ ، قدره غيره علمت نفس وهو أحسن ، لأنه تقدم في التكوير والانفطار وخير ما فسرته بالوارد .