Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-15)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ } إلخ يحتمل أن المراد به الجنس ، وبه قال سعيد وقتادة ، ويحتمل أنه معين وهو الأسود بن عبد الأسود ، وقيل أبي بن خلف ، وقيل جميع الكفار . قوله : { إِنَّكَ كَادِحٌ } الكدح العمل والكسب والسعي . قوله : { إِلَىٰ رَبِّكَ } { إِلَىٰ } حرف غاية ، والمعنى : غاية كدحك في الخير أو الشر ، ينتهي بلقاء ربك وهو الموت . قوله : { فَمُلاَقِيهِ } إما معطوف على { كَادِحٌ } وخبر مبتدأ محذوف ، أي فأنت ملاقيه ، والجملة معطوفة على جملة { إِنَّكَ كَادِحٌ } . قوله : ( أي ملاق عملك ) أشار بذلك إلى أن الضمير في ملاقيه ، عائد الكدح الذي هو بمعنى العمل ، والكلام على حذف مضاف ، أي ملاق حسابه وجزاءه ، ويصح أن يكون عائداً على الله تعالى ، والمعنى ملاق ربه فلا مفر له منه . قوله : ( هو المؤمن ) أي ولو عاصياً مستحقاً للنار . قوله : ( هو عرض عمله عليه ) أي بأن تعرض أعماله ، ويعرف أن الطاعة منها هذه ، وأن المعصية هذه ، ثم يثاب على الطاعة ، ويتجاوز عن المعصية ، فهذا هو الحساب اليسير ، لأنه لا شدة فيه على صاحبه ولا مناقشة ، ولا يقال له : لم فعلت هذا ؟ ولا يطالب بالعذر ولا بالحجة عليه . قوله : ( كما فسر في الحديث الصحيحين ) أي هو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حوسب عذب " قالت عائشة فقلت : أو ليس يقول الله عز وجل { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } فقال : " إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش الحساب هلك " وفي رواية عذب . قوله : { وَيَنقَلِبُ } أي يرجع بنفسه . قوله : { إِلَىٰ أَهْلِهِ } أي من الآدميات والحور العين وأصوله وفروعه . قوله : ( وراء ظهره ) منصوب بنزع الخافض . قوله : ( تغل يمناه ) إلخ ، قصد بذلك التوفيق بين هذه الآية وآية { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ } [ الحاقة : 25 ] . قوله : ( ينادي هلاكه ) أي تمناه إذ نداء ما لا يعقل هو تمنيه . قوله : ( بطراً ) أي فخراً أو رياء ، فأبدله الله بذلك حزناً وغماً لا ينقطع ابداً . قوله : { إِنَّهُ ظَنَّ } أي تيقن وعلم . قوله : ( مخففة من الثقيلة ) أي ولا يصح أن تكون مصدرية ، لما يلزم عليه من دخول الناصب على مثله ، والجملة سادة مسد مفعولي { ظَنَّ } . قوله : ( يرجع إلى ربه ) أي فالحور الرجوع والتردد في الأمر وبابه : قال ودخل . قوله : { بَلَىٰ } جواب النفي ، وقوله : { إِنَّ رَبَّهُ } الخ ، جواب قسم مقدر ، فهو بمنزلة التعليل للجملة المستفاد من { بَلَىٰ } .