Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( أي فجر كل يوم ) هذا أحد أقوال كثيرة في تفسير الفجر ، وهو قول علي وابن الزبير وابن عباس ، أو فجر أول يوم من المحرم ، منه تنفجر السنة ، أو فجر يوم النحر ، لأن فيه أكثر مناسك الحج ، وفيه القربات ، أو فجر ذي الحجة لأنه قرن به الليالي العشر . قوله : ( أي عشر ذي الحجة ) أي وإنما ذكرت لأنها أفضل ليالي السنة ، وما ذكره المفسر أحد أقوال ، وقيل : هي العشر الأواخر من رمضان ، وقيل : العشر الأول من المحرم . قوله : { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } قال مجاهد ومسروق : الشفع الخلق كله ، قال تعالى : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] الكفر والإيمان ، والهدى والضلال ، والسعادة والشقاوة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والبر والبحر ، والشمس والقمر ، والجن والإنس . والوتر هو الله تعالى : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] وقيل : { ٱلشَّفْعِ } تضاد صفات المخلوقين : من العز والذل ، والقدرة والعجز ، والقوة والضعف ، والعلم والجهل ، والبصر والعمى ، والوتر انفراد صفات الله تعالى : عز بلا ذل ، وقدرة بلا عجز ، وقوة بلا ضعف ، وعلم بلا جهل ، وحياة بلا موت . وقيل : الوتر يوم عرفة لأنه تاسع ، والشفع يوم النحر لأنه عاشر ، وقيل غير ذلك . قوله : ( بفتح الواو وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، ولغتان جيدتان . قوله : { وَٱلَّيلِ } قسم خامس ، بعدما أقسم بالليالي العشر على الخصوص ، أقسم بالليل على العموم ، وقيل : ليلة المزدلفة خاصة ، وقيل : ليلة القدر لسريان البركة فيهما . قوله : { إِذَا يَسْرِ } { إِذَا } معمول لمحذوف هو فعل القسم ، والمعنى : أقسم بالليالي وقت سراه . قوله : ( مقبلاً ) أي بإدبار النهار ، وقوله : ( ومدبراً ) أي بإقبال النهار ، وفيه إشارة إلى أن إسناد السرى لليل حقيقة ، وقال غيره ، إسناد السرى له مجاز عقلي من الإسناد للزمان ، والمعنى يسرى فيه وكل صحيح . قوله : { هَلْ فِي ذَلِكَ } إلخ ، استفهام تقريري لفخامة شأن الأمور المقسم بها ، واسم الإشارة عائد على الأمور المقسم بها . قوله : ( القسم ) أي الحلف ، وأل جنسية صادقة بالمذكور من الأقسام وهي خمسة ، وكذا يقال في قوله : ( وجواب القسم ) الخ . قوله : ( عقل ) سمي حجراً لأنه يحجر صاحبه ويمنعه من القبائح . قوله : ( وجواب القسم محذوف ) وقيل هو قوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] وقيل غير ذلك .