Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 74-74)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ } هذا بيان لقبحهم وخيانة باطنهم . قوله : { كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ } قيل هي كلمة الجلاس بن سويد حيث قال : إن كان محمد صادقاً فيما يقول فنحن شر من الحمير ، وقيل : هي كلمة ابن أبي ابن سلول حيث قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز من الأذل . قوله : ( أظهروا الكفر ) إلخ ، دفع بذلك ما يقال : إن ظاهر الآية يقتضي أنهم مسلمون ثم كفروا بعد ذلك مع أنهم لم يسلموا أصلاً . فاجاب : بأن المراد أظهروا الكفر بعد أن أظهروا الإسلام . قوله : ( من الفتك ) مثلث الفاء الأخذ على حين غفلة . قوله : ( ليلة العقبة ) أي التي بين تبوك والمدينة . قوله : ( وهم بضعة عشر رجلاً ) قيل اثنا عشر ، وقيل أكثر من ذلك ، لكن لم يبلغوا العشرين ، وقد اجمع رأيهم على أن يفتكوا بالنبي في العقبة ليقع في الوادي فيموت ، فأخبره الله بما دبروه ، فلما وصل إلى العقبة ، نادى منادي رسول الله بأمره : إن رسول الله يريد أن يسلك العقبة ، فلا يسلكها أحد غيره ، واسلكوا يا معشر الجيش بطن الوادي ، فإنه أسهل لكم وأوسع ، فسلك الناس بطن الوادي ، وسلك النبي العقبة ، وكان ذلك في ليلة مظلمة ، فجاء المنافقون وتلثموا وسلكوا العقبة ، فلما ازدحموا على رسول الله ، نفرت ناقته حتى سقط بعض متاعه ، فصرخ بهم فولوا مدبرين ، وأمر عمار بن ياسر ، وقيل حذيفة ، بضرب وجوه رواحلهم ، فانحطوا من العقبة مسرعين إلى بطن الوادي واختلطوا بالناس ، فقال له النبي : هل عرفت أحداً منهم ؟ قال : لا ، كانوا متلثمين والليلة مظلمة ، قال : هم فلان وفلان حتى عدهم ، قال : هل عرفت مرادهم ؟ قال : لا ، قال : إنهم مكروا وأردوا الفتك بي ، وإن الله أخبرني بمكرهم ، فلما أصبح جمعهم وأخبرهم بما مكروا ، فحلفوا بالله ما قالوا ولا أرادوا ، فنزلت الآية ، ويؤخذ من ذلك أنهم سافروا مع رسول الله إلى تبوك ، وتقدم أنهم تخلفوا ، ويمكن الجمع بأن البعض سافر ، والبعض تخلف . قوله : ( فضرب عمار بن ياسر ) وقيل حذيفة . قوله : { وَمَا نَقَمُوۤاْ } ( أنكروا ) أي ما كرهوا وما عابوا ، وفي الآية تأكيد المدح بما يشبه الذم كأنه قيل : ليس له صفة تكره وتعاب ، إلا إغناءهم من فضله بعد أن كانوا فقراء ، وهذه ليست صفة ذم ، فحينئذ ليس له صفة تذم أصلاً . قوله : ( وليس مما ينقم ) أو يعاب ويكره . قوله : { وَإِن يَتَوَلَّوْا } أي داموا عليه .