Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 70-73)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ يَأْتِهِمْ } أي المنافقين والاستفهام للتقرير . قوله : { قَوْمِ نُوحٍ } إلخ ، أي وقد أهلكوا بالطوفان ، قوله : { وَعَادٍ } أهلكوا بالريح العقيم . { وَثَمُودَ } أهلكوا بالرجفة ، { وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ } أهلكوا بسلب النعمة عنهم وبالبعوض ، { وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ } أهلكوا بالظلة . قوله : { وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ } أي المنقلبات التي جعل الله عاليها سافلها . قوله : { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } معطوف على مقدر قدره المفسر بقوله : ( فكذبوهم فأهلكوا ) . قوله : ( بأن يعذبهم بغير ذنب ) تفسير للظلم المنفي أي الواقع أن الله لم يعذبهم بغير ذنب ، بل لو فرض أنه عذبهم بغير ذنب لم يكن ظلماً ، لأن الظلم هو التصرف في ملك الغير من غير إذنه ، ولا ملك لأحد معه سبحانه وتعالى ، ولكن تفضل الله بأنه لا يعذب بغير ذنب ، ولا يجوز عليه شرعاً أن يعذب في الآخرة عبداً بغير ذنب ، وإن جاز عقلاً . قوله : { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ } إلخ ، لما بين حال المنافقين والمنافقات عاجلاً وآجلاً ، ذكر حال المؤمنين والمؤمنات عاجلاً وآجلاً . قوله : { أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } أي في الدين ، وعبر عنهم بذلك دون المنافقين ، فعبر في شأنهم بمن ، إشارة إلى أن نسبة المؤمنين في الدين كنسبة القرابة ، وأما المنافقون فنسبتهم طبيعية نفسانية ، فهم جنس واحد . قوله : { يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } أي يحبونه لأنفسهم ولإخوانهم ، والمعروف كل ما عرف في الشرع وهو كل خير . قوله : { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَ } أي ينفرون منه ولا يرضون به ، والمراد بالمنكر كل ما خالف الشرع . قوله : { وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي باللسان والجنان وسائر الأعضاء . قوله : { سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } أي في الدنيا بالإيمان والمعرفة ، وفي الآخرة بالخلود في الجنة ونعيمها ، ورضا الله عنهم ، وهذه الأوصاف مقابلة لأوصاف المنافقين المتقدمة . قوله : ( عن إنجاز وعده ) أي للمؤمنين والمؤمنات . قوله : ( ووعيده ) أي للمنافقين والمنافقات ، فهو لف ونشر مشوش . قوله : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } هذا تفصيل لما أجمل في قوله : { أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } . قوله : { جَنَّاتٍ } أي بساتين ، لكل مؤمن ومؤمنة ليس فيها شركة لأحد . قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي بأرضها . قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } حال من المؤمنين والمؤمنات . قوله : { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً } أي تستطيبها النفوس وتألفها فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . قوله : { فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي في بساتين إقامة ، لا تحول ولا تزول ، روي أنه " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي عَدْنٍ } قال : قصر من لؤلؤة ، في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء ، في كل بيت سبعون سريراً ، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون ، على كل فراش زوجة من الحور العين " ، وفي رواية : " في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام " قوله : { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } التنوين للتقليل ، أي أقل رضوان يأتيهم من الله ، أكبر من ذلك كله ، فضلاً عن أكثره ، ورد " أن الله تعالى يقول لأهل الجنة : رضيتم ؟ فيقولون : ما لنا لا نرضى ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك ، قالوا : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ قال : أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً " قوله : { ذٰلِكَ } أي الرضوان . قوله : { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي الظفر بالمقصود الذي لا يضاهى . قوله : ( بالسيف ) المراد به جميع آلات الحرب . قوله : ( باللسان والحجة ) أي لا بالسيف لنطقهم بالشهادتين ، فالمراد بجهادهم بذل الجهد في نصيحتهم وتخويفهم . قوله : ( بالانتهار والمقت ) المراد به القتل بالنسبة للكفار ، والإهانة والزجر بالنسبة للمنافقين . قوله : { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } جملة مستأنفة بيان لعاقبة أمرهم .