Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 77-78)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً } أي فأورثهم البخل نفاقاً متمكناً في قلوبهم . قوله : { إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ } غاية لتمكن النفاق في قلوبهم ، وحكمة الجمع في هذه الضمائر ، مع أن سبب نزولها في شخص واحد ، الإشارة إلى أن حكم هذه الآية باق لكل من اتصف بهذا الوصف ، من أول الزمان لآخره ، وليس مخصوصاً بثعلبة . قوله : { بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ } الباء سببية وما مصدرية ، والمعنى ذلك بسبب إخلافهم الله الوعد ، ورد : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان " قوله : ( فجاء بعد ذلك ) أي غير تائب في الباطن ، وإنما ذلك خوفاً من أن يحكم بردته ، فيقتل ويؤخذ ماله كله ، ففعله ذلك لأجل حفظ دمه وماله ، لا توبة من ذنبه ، وإلا لقبله الله . قوله : ( يحثو التراب ) أي يهيله على رأسه ، قوله : ( ثم جاء إلى أبي بكر ) أي في خلافته ، وكذا في خلافة عمر وعثمان . قوله : ( أي المنافقون ) أي لا بقيد كونهم الذين عاهدوا الله ، لأن آيتهم قد انقضت بقوله : { يَكْذِبُونَ } . قوله : ( ما أسروه ) أي أخفوه . قوله : ( ما غاب عن العيان ) أي بالنسبة للعباد ، لا بالنسبة لله ، فإن الكل عنده عيان ، وليس شيء غائباً عن علمه سبحانه وتعالى . قوله : ( جاء رجل ) هو عبد الرحمن بن عوف ، جاء بأربعة آلاف درهم ، وقال كان لي ثمانية آلاف ، فأقرضت ربي أربعة ، فاجعلها يا رسول الله في سبيل الله ، وأمسكت لعيالي أربعة ، فقال له النبي : بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أممسكت ، فبورك له حتى صولحت إحدى زوجاته الأربع بعد وفاته عن ربع الثمن بثمانين ألفاً ، وأعتق من الرقاب ثلاثين ألفاً ، وأوصى بخمسين ألف دينار ، وأوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة ألف . قوله : ( وجاء رجل فتصدق بصاع ) أي وهو أبو عقيل الأنصاري ، جاء بصاع تمر وقال بتّ ليلتي أجر بالجرير ، أي الحبل الذي يستقى به الماء ، وكان أجيراً يسقي الزرع بالماء من البئر ، قال : وكانت أجرتي صاعين من تمر ، فتركت صاعاً لعيالي وجئت بصاع ، فأمره النبي أن ينثره على الصدقات . قوله : ( فقالوا إن الله غني ) الخ ، أي وإنما أتى به تعريضاً بفقره ليعطى من الصدقات .