Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 91, Ayat: 11-15)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } مناسبتها لما قبلها ، أنه لما أقسم بتلك الأقسام المذكورة ، على فلاح المطيع وخيبة العاصي ، ذكر في تلك القصة المطيع وهو صالح عليه السلام ، والعاصي وهو قومه . قوله : ( بسبب طغيانها ) أشار بذلك إلى أن الباء سببية . قوله : { إِذِ ٱنبَعَثَ } مطاوع بعث تقول : بعثت فلاناً على الأمر فانبعث له ، والباعث لهم على ذلك التكذيب والطغيان . قوله : ( واسمه قدار ) أي بوزن غراب ابن سالف ، وهو أشقى الأولين ، وكان رجلاً أشقر أزرق قصيراً ، وفي الحديث : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب : أتدري من أشقى الأولين ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : عاقر الناقة : أتدري من الأشقى الآخرين ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال قاتلك " . قوله : ( برضاهم ) قال قتادة : بلغنا لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم ، وذكرهم وأنثاهم . قوله : { فَقَالَ لَهُمْ } أي بسبب الانبعاث ، والمعنى : أنه لما عرف منهم العزم على عقرها قال لهم ما ذكر . قوله : ( ناقة الله ) الإضافة للتشريف ، من حيث إنها دالة على توحيد الله ، بسبب ما فيها من الأمور الغريبة المخالفة للعادة التي لا تمكن من غيرها تعالى . قوله : ( أي ذروها ) أشار بذلك إلى أن { نَاقَةَ } منصوب على التحذير ، والكلام على حذف مضاف ، أي ذروا عقرها واحذرو سقياها . قوله : ( شربها ) بضم الشين وكسرها اسمان ، وبفتحها مصدر شرب ، والمعنى ومشروبها . قوله : ( ولهم يوم ) أي يوم يشربون فيه هم ومواشيهم . قوله : { فَكَذَّبُوهُ } أي استمروا على تكذيبه . قوله : ( في قوله ذلك على الله ) دفع بذلك ما يقال : إن تحذيرها من الناقة وسقياها إنشاء ، والتكذيب من معارض الأخبار . فأجاب المفسر : بأن تكذيبه من حيث نقله عن الله فهو خبر . قوله : ( المرتب عليه نزول العذاب بهم ) وذلك أن صالحاً قال لهم : يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام ، قالوا : وما العلاقة على ذلك العذاب ؟ قال : تصبحون في اليوم الأول وكان هو الأربعاء وجوهكم مصفرة ، وفي اليوم الثاني وهو الخميس وجوهكم محمرة ، وفي الثالث وهو الجمعة وجوهكم مسودة ، وفي الرابع وهو السبت يأتيكم العذاب ، فحصل ذلك تقدم بسطه . قوله : { فَعَقَرُوهَا } أي عقرها قدار في رجليها فأوقعها فذبحوهها واقتسموا لحمها . قوله : ( ماء شربها ) أي الماء الذي كانت تشربه . قوله : { فَدَمْدَمَ } ( أطبق ) { عَلَيْهِمْ } الخ ، أي فهو مأخوذ من الدمدمة ، من إطباق الشيء على الشيء ، يقال : دمدم عليه القبر أطبقه ، والمعنى : أهلكهم . قوله : ( فلم يفلت منهم أحداً ) أي إلا من آمن مع صالح ، وهم أربعة آلاف . قوله : ( بالواو والفاء ) أي فهما سبعيتان ، أما الواو فإما للحال أو مستأنفة ، والفاء للتعقيب . قوله : ( تبعتها ) أي عاقبة هلكتهم ، كما تخاف الملوك عاقبة ما تفعله ، فهو استعارة تمثيلية ، لإهانتهم وإذلالهم ، ويجوز عود الضمير على الرسول ، أي إنه لا يخاف عاقبة إنذاره لهم لعصمته بالله تعالى ، وقيل : الضمير يرجع للعاقر ، فهو زيادة في التقبيح عليه .