Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 92, Ayat: 12-21)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } أي بمقتضى حكمتنا وتعلق قدرتنا ، وإلا فلا يجب على الله تعالى شيء . قوله : ( لتبين طريق الهدى ) الخ ، دفع بذلك ما يقال : إن في الآية اكتفاء ، والتقدير : إن علينا للهدى والضلال أي تبيين كل منهما ، وإيضاح جواب المفسر ، أن المراد بالهدى التبيين ومعموله محذوف ، والتقدير : إن علينا لتبيين طريق الحق من طريق الباطل . قوله : ( فمن طلبهما من غيرنا فقد أخطأ ) أي فهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } [ النساء : 134 ] . قوله : { تَلَظَّىٰ } مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر صفة لناراً . قوله : ( وقرئ ) أي شذوذاً . قوله : { لاَ يَصْلَٰهَآ } مضارع صلى بكسر اللام ، والمصدر صلياً بضم فكسر مع تشديد الياء . قوله : ( وهذا الحصر مؤول ) أي مصروف عن ظاهره ، وقصد المفسر بهذا الكلام ، الرد على المرجئة القائلين : لا يضر مع الإيمان ذنب ، مستدلين بظاهر هذه الآية ، حيث حصر دخول النار في الكفار ، فمقتضاها : أن المؤمن لا يدخلها ولو فعل الكبائر ، ووجه الرد : أن الآية محمولة على الدخول المؤيد ، فلا ينافي أن عصاة المؤمنين يدخلونها ، ثم يخرجون منها بالشفاعة . إذا علمت ذلك تعلم أن كلام المفسر لا يلاقي كل المرجئة ، فكان عليه أن يقول : مؤول بحمل الصلي على التأبيد والخلود ، وأما قوله : ( لقوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 48 ] ) فلا مدخل له في رد كلام المرجئة إلا أن يقال له مدخل من حيث مفهومه ، إذا مفهوم ( لمن يشاء ) أن من لم يشأ الغفران له لم يغفر له ، بل يدخله النار . قوله : { يَتَزَكَّىٰ } بدل من يؤتى أو حال من فاعله ، ومشى المفسر على الثاني حيث قال ( متزكياً ) . قوله : ( وهذا نزل في الصديق ) الإشارة لقوله : { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى * ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } . قوله : ( لما اشترى بلالاً ) أي من سيده وهو أمية بن خلف ، وكان الصديق رضي الله عنه يبتاع الضعفة فيعتقهم ، فقال له أبوه : أي بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك ، فقال : منع ظهري أريد ، فنزلت الآية ، ورد أنه كان بلال لبعض بني جمح ، وهو بلال بن رباح ، واسم أمه حمامة ، وكان صادق الإسلام ظاهر القلب ، وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الشمس ، فيطرحه على ظهره ببطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول : لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد ، فيقول وهو في ذلك : أحد أحد ، فمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أحد ينجيك ، يعني الله تعالى ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : إن بلالاً يعذب في الله ، فعرف أبو بكر الذي يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانصرف إلى منزله فأخذ رطلاً من ذهب ومضى إلى أمية بن خلف فقال : ألا تتقي الله في هذا المسكين ؟ قال : أنت أفسدته فأنقذه بما ترى ، ففي رواية أنه فداه برطل من ذهب ، وفي رواية أنه قال له عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى ، وهو على دينك ، فأعطاه له وأخذ بلالاً فأعتقه .