Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 92, Ayat: 5-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ } تفصيل لتلك المساعي المختلفة وتبيين لأحكامها . قوله : ( حق الله ) الخ ، أشار بذلك إلى أن مفعول { أَعْطَىٰ } { وَٱتَّقَىٰ } محذوفان لإفادة العموم ، فيشمل إعطاء حقوق الله في المال بإنفاقه في وجوه البر ، والنفس ببذلها في طاعة الله تعالى ، وتقوى الله تعالى هي امتثال مأموراته واجتناب منهياته . قوله : ( أي بلا إله إلا الله ) أي مع محمد رسول الله ، وقيل : المراد بالحسنى الجنة لقوله تعالى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ } [ يونس : 26 ] ومعنى تصديقه بها إيمانه بالبعث والجزاء . قوله : { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } التنفيس ليس مراداً ، لأن التيسير حاصل في الحال ، وإنما الإتيان بالسين لتحسين الكلام وترقيقه . قوله : ( الجنة ) أي لما رود : " ما من نفس منفوسة إلا كتب الله مكانها من الجنة أو النار ، فقال القوم : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : بل اعلموا فكل ميسر لما خلق له ، أما من كان من أهل السعادة ، فإنه ميسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة ، فإنه ميسر لعمل أهل الشقاوة " ثم قرا : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } وقيل : معنى اليسرى أسباب الخير والصلاح . قوله : { وَٱسْتَغْنَىٰ } ( عن ثوابه ) أي تكبراً وعناداً . قوله : { بِٱلْحُسْنَىٰ } أي بالتوحيد أو الجنة . قوله : ( نهيئه ) دفع بذلك ما يقال : إن العسرى لا تيسير فيها ، فأجاب : بأن المراد بالتيسير التهيئة ، وهي كما تكون في اليسر ، تكون في العسرى ، والمعنى : تجري على يديه عملاً يوصله إلى النار . قوله : { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ } بالشق الثاني ، والمعنى : إذا هيأناه لعمل الناس سقط فيها وهلك ، ولا ينفعه ماله الذي بخل به وتركه لورثته . قوله : { إِذَا تَرَدَّىٰ } أي سقط .