Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 15-19)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَنَسْفَعاً } يحتمل أن النون للمتكلم المعظم نفسه وهو الله تعالى ، أو الله وملائكته ، والسفع : القبض على الشيء بشدة ، والنون في { نَسْفَعاً } للتوكيد الخفيفة ، فيوقف عليها بالألف تشبيهاً لها بالتنوين ، وتكتب الفاء اتباعاً للوقف ، وقرئ شذوذاً لنسفعن بالنون الثقيلة . قوله : { بِٱلنَّاصِيَةِ } وهي في الأصل مقدم الرأس أو شعر المقدم ، أطلق وأريد هنا الشخص بتمامه قوله : ( إلى النار ) وقيل في الدنيا يوم بدر لما ورد أنه جاءه عبد الله بن مسعود ، فوجده طريحاً بين الجرحى وبه رمق ، فخاف أن يكون به قوة فيؤذيه ، فوضع الرمح على منخريه من بعيد فطعنه ، ثم لم يقدر ابن مسعود على الرقي على صدره لضعفه وقصره ، فارتقى إليه بحيلة ، فلما رآه أبو جهل قال : يا رويعي الغنم ، لقد رقيت مرقى عالياً فقال ابن مسعود : الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، ثم قال لابن مسعود : اقطع رأسي بسيفي هذا ، لأنه أحد وأقطع ، فلما قطع رأسه به لم يقدر على حمله ، فشق أذنه وجعل فيه خيطاً وجره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل بين يديه يضحك . قوله : { كَاذِبَةٍ } أي في قولها ، وقوله : { خَاطِئَةٍ } أي في فعلها ، والخطأ ضد الصواب في الدين وغيره ، والمراد هنا ارتكاب خلاف الصواب عن قصد ، لقول بعضهم : الخاطئ المرتكب خلاف الصواب لا عن عمد . قوله : ( أي أهل ناديه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، لأن النادي هو المجلس الذي يتحدث فيه القوم ، والمجلس لا يدعى ، فاحتيج لتقدير مضاف ، والمعنى : فليدع عشريته ليستنصر بهم . قوله : ( لما انتهره ) أي انتهر النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل ، وقوله : ( حيث نهاه ) أي نهى أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( لقد علمت ما بها ) أي بمكة . قوله : ( خيلاً جرداً ) أي قصيرة الشعر ، وقوله : ( مرداً ) أي شباباً . قوله : { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } واحدها زبنية ، بكسر أوله وسكون ثانية وكسر ثالثة ، من الزبن وهو الدفع . قوله : ( الغلاظ الشداد ) أي وهم خزنة جهنم ، أرجلهم في الأرض ورؤوسهم في السماء ، سمو زبانية لأنهم يزبنون الكفار ، أي يدفعونهم في جهنم . قوله : { صَلَّىٰ } أي دم على الصلاة ، وعبر عنها بالسجود لأنه أفضل أركانها ، لما في الحديث : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " . قوله : { وَٱقْتَرِب } ( منه ) أي من الله ، وما مشى عليه المفسر ، من أن المراد بالسجود الصلاة ، هو المشهور عند جمهور الأئمة ، وقال الشافعي : المراد بالسجود سجود التلاوة ، لما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة أنه قال : " سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } وفي { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } سجدتين " فيسن السجود عند الشافعي في هذين الموضعين ، ومعنى اقترب . تقرب إلى ربك بطاعته وبالدعاء قال صلى الله عليه وسلم : " أما الركوع فعظموا فيها الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فيه فقمن - أي حقيق - أن يستجاب لكم " وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من سجوده البكاء والتضرع .