Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 6-14)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( من الهدى ) بيان لما ، والمراد به الرشد ، والصواب في القول والفعل . قوله : ( حقاً ) هذا مذهب الكسائي ومن تبعه ، عليه فـ { كَلاَّ } مرتبطة بما بعدها ، لأنه ليس قبلها شيء يقتضي الزجر والردع حتى تكون { كَلاَّ } ردعاً له ، وقال أبو حيان : وصوبه ابن هشام أنها بمعنى ألا الاستفتاحية ، لوجود كسر همزة { إِنَّ } بعدها ، ولو كانت بمعنى حقاً لما انكسرت { إِنَّ } بعدها ، لكونها واقعة موقع مفرد ، فتحصل أن كونها بمعنى حقاً صحيح من جهة المعنى ، إلا أنه يبعده كسر { إِنَّ } فكان المناسب للمفسر أن يجعلها بمعنى ألا الاستفتاحية . قوله : ( أي نفسه ) أشار بذلك إلى أن في رأى ضميراً عائداً على الإنسان هو فاعل الرؤية ، والضمير البارز عائد أيضاً مفعوله ورأى هنا قلبية تجوز اتحاد الضميرين متصلين فيها فتقول : رأيتني وظننتني ، وقوله : { ٱسْتَغْنَىٰ } مفعول ثان ، والمعنى : أن الإنسان ليتحقق بالطغيان والكفر من أجل رؤيته نفسه مستغنياً عن الله تعالى . قوله : ( نزل في أبي جهل ) أي والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فكل من اعتقد أنه غني عن ربه طرفة عين ، فقد تحقق بالطغيان والكفر ، لأن كل مخلوق مفتقر لخالقه في حركاته وسكناته . قوله : ( مفعول له ) أي لأجله . قوله : ( يا إنسان ) أشار بذلك إلى أن الضمير في { رَبِّكَ } عائد على { ٱلإِنسَانَ } المتقدم ذكره ، ففيه التفات من الغيبة للخطاب ، تهديداً له وتحذيراً من عاقبة الطغيان ، كأنه قال : لا تغتر باستغنائك ، فإن مرجعك إلى خالقك ، فكما أغناك هو قادر على إفقارك ، فلا تعتقد أنه غني حقيقة ، فلو أعطي العبد الدنيا ومثلها معها ، هو فقير إلى ربه في كل طرفة عين . قوله : ( أي الرجوع ) أي من الغنى للفقر ، ومن العز للذل ، ومن القوة للعجز ، ومن الحياة للممات ، فلا مفر من الله . قوله : ( للتعجب ) أي التعجيب ، وهو إيقاع المخاطب في العجب والخطاب ، قيل : للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : لكل من يتأتى منه الخطاب ، واعلم أن رأيت هنا بمعنى أخبرني ، فتتعدى إلى مفعولين ، ثانيهما جملة استفهامية ، وقد ذكرت ثلاث مرات ، صرح بعد الثالثة بجملة استفهامية ، فهي موضع المفعول الثاني لتلك الثالثة ، ومفعولها الأول محذوف ، وهو ضمير يعود على الذي ينهى عبداً ، وذكر مفعول الأولى الأول ، وهو الاسم الموصول ، ومفعولها الثاني محذوف ، وهو جملة استفهامية كالواقعة بعد الثالثة ، حذف لدلالة المذكور عليه ، وأما الثانية فمفعولاها محذوفان ، لدلالة المفعول الأول من الأولى ، والمفعول الثاني من الثالثة عليه : فتحصل أنه حذف المفعول الثاني من الأولى ، والمفعولان من الثانية ، والأول من الثالثة ، لدلالة المذكور ، وليس من باب التنازع ، لأنه يقتضي اضماراً ، والجمل لا تضمر ، وإنما الإضمار في المفردات ، وجواب الشرط الواقع في حيز الثانية والثالثة محذوف ، دل عليه الجملة الاستفهامية . قوله : ( هو أبو جهل ) وذلك أنه قال : " هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب ، قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي يصلي ليطأ على رقبته ، قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، فقيل له : مالك ؟ قال : إن بيني وبينه خندقاً من نار ، وهؤلاء أجنحة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً " . قوله : { عَبْداً } لم يقل ينهاك ، تفخيماً لشأنه وتعظيماً لقدره . قوله : ( للتقسيم ) المناسب أن يقول : بمعنى الواو . قوله : { إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } أي دام على التكذيب والتولي . قوله : ( أي يعلمه ) تفسير ليرى . قوله : ( ردع له ) أي لأبي جهل .