Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 99, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ } الخ ، { إِذَا } ظرف لما يستقبل من الزمان ، جوابه تحدث وهو عامل النصب في { إِذَا } ولذا يقولون : خافض لشرطه منصوب بجوابه ، وهذا هو التحقيق عند الجمهور قوله : ( حركت لقيام الساعة ) هذا أحد قولين ، وهو أن الزلزلة المذكورة تكون عند النفخة الأولى ، ويشهد له قوله تعالى : { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ } [ الحج : 1 - 2 ] الآية ، وعليه جمهور المفسرين . والثاني : أنها عند النفخة الثانية ، ويؤيده قوله بعد { تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } فإن شهادتها بما وقع عليها ، إنما هو بعد النفخة الثانية ، وكذلك انصراف الناس من القبور ، وأما قوله : { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } فمحتمل . قوله : { زِلْزَالَهَا } مصدر مضاف لفاعله ، وهو بالكسر في قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بالفتح ، وهما مصدران بمعنى واحد ، وقيل : المكسور مصدر ، والمفتوح اسم . قوله : ( تحريكها الشديد ) الخ ، أي فلا تسكن حتى تلقي ما على ظهرها ، من جبل وشجر وبناء . قوله : { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ } إظهار في مقام الإضمار لزيادة التقرير . قوله : { أَثْقَالَهَا } جمع ثقل بالكسر كحمل وأحمال . قوله : ( كنوزها وموتاها ) المناسب أن يعبر بأو لأنهما قولان ، قيل : المراد إخراج الأموات ، وقيل : المراد إخراج الكنوز ، والأول بعد النفخة الثانية في زمن عيسى وما بعده ، وهما مفرعان على القولين المقدمين فأعطى الله الأرض قوة على إخراج الأثقال ، كما أعطاها القوة على إخراج النبات اللطيف الطري الذي هو أنعم من الحرير . قوله : ( الكافر بالبعث ) أي بخلاف المؤمن ، فإنه يعترف بها ويقول : { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } [ يس : 52 ] . قوله : ( إنكاراً لتلك الحالة ) المناسب أن يقول تعجباً من تلك الحالة ، لأنه وقت وقوع ذلك لا يسعه إنكار ، بل يتعجب من تلك الحالة الفظيعة . قوله : ( بدل من إذا ) أي والعامل فيه هو العامل في المبدل منه ، وقيل غيره ، والتنوين عوض عن الجمل الثلاث المذكورة بعد { إِذَا } . قوله : { تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } اختلف في هذا التحديث ، فقيل : هو كلام حقيقي ، بأن يخلق الله فيها حياة وإدراكاً ، فتشهد بما عمل عليها من طاعة ومعصية وهو الظاهر ، وقيل : هو مجاز عن إحداث الله فيها من الأحوال ، ما يقوم مقام التحديث باللسان ، وحدث يتعدى إلى مفعولين : الأول محذوف تقديره الناس ، والثاني قوله : { أَخْبَارَهَا } . قوله : { أَوْحَىٰ لَهَا } عداه باللام لمراعاة الفواصل ، والوحي إليها إما بإلهام أو رسول من الملائكة . قوله : ( بذلك ) أي بالتحديث بأخبارها قوله : ( في الحديث ) الخ ، أشار بذلك إلى حديث جرير قال : " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } فقال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل ظهرها ، تقول : عمل علي كذا كذا " رواه أحمد والترمذي ، وصححه الحاكم وغيره .