Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 99, Ayat: 6-8)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَوْمَئِذٍ } بدل من { يَوْمَئِذٍ } قبله ، ومنصوب بـ { يَصْدُرُ } . قوله : ( من موقف الحساب ) أي وقيل : يرجعون من قبورهم إلى ربهم . قوله : { أَشْتَاتاً } حال من { ٱلنَّاسُ } جمع شتيت ، وقوله : ( متفرقين ) أي على حسب وصفهم بالإيمان وضده ، وتفاوتهم في الأعمال ، فأهل الإيمان على حدة ، وأهل الكفر على حدة ، فآخذ ذات اليمين إلى الجنة ، وآخذ ذات الشمال إلى النار قوله : { لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } متعلق بـ { يَصْدُرُ } وهو من الرؤية البصرية ، يتعدى بالهمز إلى اثنين ، أولهما : الواو التي هي نائب الفاعل ، وثانيهما : أعمالهم . قوله : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } الخ ، تفصيل للواو في قوله : { لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } قال مقاتل : نزلت في رجلين : أحدهما كان يأتيه السائل ، فيستقل أن يعطيه التمرة والكسوة والجوزة ، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير ، كالكذبة والغيبة والنظرة ويقول : إنما وعد الله تعالى النار على الكبائر ، فنزلت هذه الآية لترغيبهم في القليل من الخير يعطونه ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : " اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة " ولتحذرهم اليسير من الذنب . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعائشة : " إياك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله طالباً " . وقال ابن مسعود : هذه الآية أحكم آية في القرآن وأصدق ، وقال كعب الأحبار : لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آيتان أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } إن قلت : كيف عم ، مع أن حسنات الكافر محبطة بالكفر ، وسيئات المؤمن الصغائر مغفورة باجتناب الكبائر ؟ أجيب بأن المعنى يرى كل من المؤمن والكافر حسناته وسيئاته مكتوبة في الصحف ، ولا يلزم من رؤيتها جزاؤه عليها ، لما ورد عن ابن عباس : ليس من مؤمن وكافر عمر خيراً كان أو شراً ، إلا أراه الله إياه ، فأما المؤمن فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته ، وأما الكافر فترد حسناته تحسراً ويعذب بسيئاته ، وهذا يساعده النظم الكريم . قوله : ( زنة نملة صغيرة ) أي وكل مائة منها وزن حبة شعير ، وأربع ذرات وزن خردلة ، وقال ابن عباس : إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها ، فكل واحدة مما لزق من التراب ذرة ، وفسر الذرة بضعهم بالهباءة التي ترى طائرة في الشعاع الداخل من الكوة ، وقيل : الذرة جزء من ألف وأربعين جزءاً من الشعيرة . قوله : { خَيْراً } تمييز من { مِثْقَالَ } وكذا { شَرّاً } ويصح أنهما بدلان من { مِثْقَالَ } و { يَرَهُ } في الموضعين جواب الشرط مجزوم بحذف الألف وهي قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بإثباتها ويكون مجزوماً بحذف الحركة المقدرة على حد قول الشاعر : @ إذا العجوز غضبت فطلقى ولا ترضاها ولا تملقى @@ وفي الهاء قراءتان سبعيتان ، إحداهما سكونها وقفاً ووصلاً في الحرفين ، والثانية بضمها وصلاً ، وسكونها وقفاً . فائدة : ورد أن " من قرأ { إِذَا زُلْزِلَتِ } أربع مرات ، كان كمن قرأ القرآن كله " . وورد عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم قال : " { إِذَا زُلْزِلَتِ } تعدل نصف القرآن ، و { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } تعدل ثلث القرآن ، و { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } تعدل ربع القرآن " .