Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-30)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن حشر جميعهم ونشر صنيعهم بقوله تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } [ يونس : 28 ] إلى قوله : { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ يونس : 30 ] ، { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } أي : اجتماع أوراح الإنسان وحقائق الأشياء التي تعبدونها من دون الله مثل الدنيا والهوى والأصنام ، { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ } [ يونس : 28 ] أي : تخاطب أرواح المشركين بأن قفوا مكانكم أي : المكان الذي اخترتم بالجهل بعد إذ كنتم علويي المكان . { أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ } [ يونس : 28 ] أي : انزلوا أنتم وشركاؤكم إلى المكان السفلي وهو مكان شركائكم إذ تعلقتم بهم ، { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } [ يونس : 28 ] أي : فرقنا بين المشركين وشركائهم بأن نعذب المشركين بعذاب البعد والطرد عن الحضرة وألم المفارقة وحسرة إبطال استعداد المواصلة ولا نعذب الشركاء بهذه العقوبات لعدم استعدادهم في قبول كمال القرب { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } [ يونس : 28 ] بل كنتم تعبدون هواكم لأنه ما عبد في الأرض إله ابغض إلا بالهوى فلهذا قال صلى الله عليه وسلم : " ما عبد في الأرض إله أبغض على الله من الهوى " . وقال تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } [ الجاثية : 23 ] ، { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [ يونس : 29 ] ، فيما شاهد { إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } [ يونس : 29 ] أي : كنا في غفلة عن ذوق عبادتكم إيانا وحفظها ومشربها ؛ بل كان الحظ والمشرب والذوق لهواكم في استيفاء اللذات والشهوات والتمتعات الدنيوية والأخروية عند عبادتنا بلا شعور منا بخلاف عبادة الله ، فإن في عبادة الله رضاه وشعوره بها ومنه المدد والتوفيق وعليه الجزاء والثواب ، { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } [ يونس : 30 ] أي : في ذلك الحال تبتلي كل نفس ما قدمت من التعلقات بالأشياء والتمسكات بها ، { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } [ يونس : 30 ] في الحكم والقرب والبعد واللذة والألم { مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } [ يونس : 30 ] أي : متوليهم في ذلك هو الله أي : في إذاقة اللذات من القرب والألم من البعد لا غيره من الشركاء ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ يونس : 30 ] أن للشركاء أثراً في القربة والشفاعة .