Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 6-10)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } [ يونس : 6 ] ليل صفات البشرية ونهار صفات الروحانية ، { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ يونس : 6 ] سماوات الروحانية وأرض البشرية من الأوصاف الأخلاق ، وتبدل بعضها ببعض واستيلاء بعضها على بعض ، { لآيَاتٍ } [ يونس : 6 ] دالة على المعرفة بالتوحيد ، { لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } [ يونس : 6 ] يحذرون عن الأخلاق الذميمة وتبدلها بالأخلاق الحميدة على قانون معالجة الشريعة والطريقة بالأمر لا بالطبع ، { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } [ يونس : 7 ] أي : لا يعتقدون السير إلينا والوصول بنا لدناءة همتهم وخسة نفسهم وقعود نظرهم ما طلبونا { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا } [ يونس : 7 ] التمتعات الدنيوية والنفسانية الحيوانية . { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } [ يونس : 7 ] ركنوا إلى مالها وجاهها وشهواتها ، { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ } [ يونس : 7 ] وإن لم يركنوا إلى الدنيا وتمتعاتها وكانوا أصحاب الرياضات والمجاهدات من أهل الأديان والملل والبراهمة والفلاسفة والإباحية ، ولكن كانوا معرضين عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا من أهل الأهواء والبدع . { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } [ يونس : 8 ] نار البعد والطرد والحسرة ، { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ يونس : 8 ] بأعمالهم الردية وأخلاقهم الدنية ، { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ يونس : 9 ] أي : اعتقدوا طلبنا والوصول إلينا ، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [ يونس : 9 ] أي : العمل الذي يصلح أن يسلكوا به سبيلنا ، { يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ } [ يونس : 9 ] أي : بصدق اعتقادهم في الطلب ، ووفور إخلاصهم في السير يهديهم ربهم إلى حضرة ربوبيته على طريق جنات القلب ، { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ } [ يونس : 9 ] أنهار الحكمة ومياه المعرفة . { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } [ يونس : 9 ] نعيم ملاطفات الحق ومشاهداته ، { دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ } [ يونس : 10 ] أي : دعاؤهم تنزيه تلك الحضرة عن دنس إدراكات العقول إياها ولوث وصول أهل الطبيعة إليها لما عاينوها وشاهدوها . { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } [ يونس : 10 ] أي : تحيتهم في الله سلامة بقائهم ببقائه ، { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ يونس : 10 ] يُشير إلى نيل مقاصدهم وكمال مراتبهم وإتمام النعمة عليهم ، فالحمد والشكر والثناء على النعم يكون وُرْدَ وقتهم ، ولسان حالهم .